السبت، 23 فبراير 2019

لما الأستاذُ يُضْربُ بالهراوه؟محمد الدبلي الفاطمي

لما الأستاذُ يُضْربُ بالهراوه؟
لما الأستاذُ يُضرَبُ بالهـــــراوه***ويُعْصَرُ بالتّسلّط والقــــــــساوه؟
أليسَ العنفُ في وطني حراماً؟***وما سببُ التّـــــصرُّفِ بالعداوه؟
رأيتُ هراوةَ الأمْنِ اسْـــتبدّتْ***وحَــــــــــــوّلتِ الذّكاءَ إلى غبـاوه
تهاجم في الرّجال بِلا حَياءٍ***وتدفعُ بالحياةِ إلى الشّــــــــــــــــقاوه
وهذا ما أشاعَ الرّعْـــــــبَ فينا***لأنّ العنـفَ يُدْمي بالهــــــــراوه
////
عصا علناً تقدُّمَنا الهُــــــــــــراءُ***وفوقَ رؤوسِنا انْهارَ البـــــناءُ
هَرِمْنا في الشعوبِ بفعلِ جهلٍ***فما سلم الرّجالُ ولا النــــــــساءُ
غدونا مثل مُجـــــــــــتمعٍ يتيمٍ***يُروّضُهُ التّقـــــــــــــهقرُ والبلاءُ
نُمارسُ في التّــسوُّلِ كلَّ صنفٍ***وفي صلواتنا كــــــــثُر الرّجاء
أطاحَ بنا التّــــــملّقُ في كمينٍ***وكبّلنا التّســـــــــــــلّطُ والشّـــقاءُ
////
مدارسُنا تدهْورَ مُــــــسْتواها***تُعلّـــــــــمُ ما تشاءُ على هـــواها
يسيرُ بها الفسادُ إلى كسادٍ***بفعل الغـــــــــشِّ إذْ فـــقدتْ رُؤاها
تلامذةُ المـــدارسِ في بلادي***أضاعوا الدّرسَ فهــــماً وانْتباها
يُعاني جُلّهم من ســـوءِ فقهٍ***ونقْــــــــصٍ في العلومِ وما تلاها
وهذا في الحقـــيقةِ طال جدّاً***فضيّــــــعتِ المدارسُ مستواها
////
فقدنا في النّــــهى أدباً ودينا***وجهلُ النّاس أفقـــــــــدنا اليقينا
أساء لنا السّــقوطُ بقعْر كهفٍ***فصرْنا في الشّــعوب البائسينا
وأرْغمَنا الفسادُ على التّدنّي***بغرسِــهِ في الورى الدّاءَ اللّعينا
سماسرةُ البغاء غزوا بلادي***وكانوا من كبارِ المــــــــــارقينا
ذئاب الإنس بالظّلماء جاءوا***وقد نهبوا الخـــــــلائقَ أجْمعينا
////
نريدُهُ مغرباً بغدٍ جــــــــــــديد***وعزمٍ في النّهوض من الحــديد
نريدُ مدارساً لا لغْـــــــــوَ فيها***ونهــــجاً في مُضاعفة الرّصيد
ونرغَبُ في تطوّر مُـــــستوانا***وشقِّ الدّربِ بالرّأي السّــــــديد
فإن نحنُ اسْتـــطعْنا خلعَ قهرٍ***سننعمُ حيــــــــــنها بغدٍ وعـــيدِ
وإن نحنُ اكْتفينا بالتّــــــمنّي***بَقينا في الحضــيضِ مع العـبيد
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق