الأحد، 24 فبراير 2019

عندما مات أبي... د.هاشم عبود الموسوي

عندما مات أبي .. لم أكن أنا قد بلغت السنتين من عمري .. وهذه القصيدة له في ذكرى وفاته قبل تسعين عام !
إلى أبي إنليل*..
د. هاشم عبود الموسوي

ماذا دهاكْ ..
فلا تجيب ؟
هي حسرة في القلب تبقى
لو أراكْ
في كل عام في العراءْ
عندما تثمر في حدائق الربيعْ
مواجع الشتاءْ
أعدها ...
سبعين عامْ
ولن تعود الى الوراءْ
إني إنتظرتك أن تجئ
مثل حلم خاطف ..
علي أراكْ
مذ مت يا أبتي العزيزْ
تاركا أمي وإختي وأخي
ويتيما لم ير قط أباهْ
وذهبت في شوق الحنين ْ..
الى الترابْ
قد صرت أبعد ما تكونْ
وأنا كظل للغمام
رقصت في حفل النواحْ
لا شئ يجديني
إذا يوما شكوتْ
أو إعتريتْ
كم كنت يا أبتاه تحلمْ
وليدك الآتي .. يفتت بالصخورْ
زارعا صحو البساتين وتغريد الطيورْ
وكنتُ بِراً بالوصيهْ
مزقت أحذية المسافات القصية
وحفرتُ بالظفرِ المعفرِ بالدموعْ
حزن الآخاديدعلى سطح الأديمْ
مُوجعة يا أبتي ..
كانت مواقيت السفرْ
إ فكيف لي يوما مشيتْ..
ولن أكن أدري الى أين مشيتْ
ولم أجدك على الطريق تحنو عليْ
وضج في صدري البكاءْ
لا شئ يهرم ُغير ذاكرتي
وتيهي في الدروبْ
إنليل إني قد عييت من الدوارْ
سنوات عمري كلها ..
كانت مواعيد إنتظارْ
فإذا مددت في يوم يديكْ
أتي إليكْ
معتذرا عما حملت ُمن الغبارْ .

"إنليل" : في أساطيرنا القديمة .. هو جدنا وأبونا إله الجو والهواء

د.هاشم عبود الموسوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق