السبت، 23 فبراير 2019

عائدٌ من قرطبة،،،،،،،،،بقلم: سليمان أحمد العوجي

عائدٌ من قرطبة
----------------------------
عائدٌ من قرطبة
عروبتي المريضة على ظهري...
أقلامُ التاريخِ حوافرُ
خيلٍ شرسة
وصدري الميدان
لايكادُ يستريحُ لي خيال...
تمشي الكلمات في نومها...
وكلما فتحَ حرفٌ بابَ محبرتي..
أعادهُ الفاتحونَ إليَّ
كولدٍ ضال..
أتركُ قرطبةَ المضرجة
بغيمِ الإرتياب....
يدُ( ولادة) على زنادِ الهاوية....
وعاشقٌ يصبُ آخرَ قصيدةٍ في كأسها
أخرجُ من عباءةِ الليلِ
الأندلسي مرتجفاً
بلا دثارٍ أوعناق..
العدو من ورائكم
والبحر من أمامكم
وهل تُشفي تعويذةُ الزبدِ جبينَ الموجِ
حينَ ينازلُ الشطآن
في قرطبة.... :
يمطرُ الثأرُ غزيراً
وفي ساعةٍ متأخرةٍ
من السيلِ يُجبرُ النهر البربري سبايا الحصى
أن تخلعَ سراويلها على
سرير الغفلة...
ينحسرُ مدُّ الممالكِ المترفةِ
ولايبقى سوى غروركَ
المحنط وتاجكَ المنسي
على عملةٍ قديمة...
في قرطبة....
يَجدُبُ الوقتُ ويضمحلُ بطنُ الساعاتِ
نافورةُ الدمِ في الجوار
تُعَمِدُ أعشابَ الحكايا
لاعزاءَ في أصواتِ العائدين...
كلُ ماحشوه في وريدي
من بارود الفخر
نزفته في ليلٍ طويل
أنا ابن الحرائقِ الصاخبة
والذكريات النابية
في قرطبة... :
( هل كنتُ جلاداً أم ضحية)؟؟!!!
على عبثية السؤال
أقمتُ أبراجي الواهية
حين قالوا:
خذ ظلكَ الهزيل وامضِ
هنا الشرق... :
تُوصَدُ أبوابُ الحدائقِ
على ربيعٍ ناقصِ الحروف...
والزهرُ الدخيلُ
سقيمُ الشذا
مناجلُ الموتِ
تحتفي بعجزِ الحنطة
وصدركَ تلوكه غيلانُ الحنظلِ...
أيها الشرق:
ولدنا معاً في فصل الأباطيل...
وأنت المتهمُ بالتحريضِ
على هابيل!!!
أشهدُ أنكَ كنتَ يومها صغيراً تلعب مع أقرانكَ
في أخرِ حارةٍ للتاريخ
وكلما تدلى لسانُ طريقكَ ولهثَ تعبكَ
كنتُ أقطرُ ماء الآيات في عينيِّ صبركَ
علكَ تجدُ درباً في
أقليمِ المخيمات العارية
هنا الشرق:
ولاتشرق الشمس
في مخاضِ العواصم العسير..
تُولدُ البياناتُ الكسيحة
والمقابرُ الفسيحة
على جلجلةِ الشتاتِ
قيامةٌ وجوهِ بلا لون
وبقايا أمهاتٍ يحتفين
بأنصافِ المواليد...
على بوابتكَ:
أبونا شنقَ أمانيه
وتشاغلَ بغرامِ الهشيم
كانَ يعدُّ الأيامَ بحسبِ
تقويمِ جرحهِ الغائر
يترعُ أكوابَ الحنين
بمقامٍ حزين..
يثملُ ويغني حتى تطربُ دموعنا..
ويُخِيطُ فمهُ بمسلةِ الآه
ثمَّ يصمتُ كالسماءِ قبلَ
الرعدِ بقليل...
ونحن كالطيورِ المفجوعة بآخرِ ملاذ
في ليلٍ مثقوبِ الآمان
في قاعِ الغدِ المشرقي
أرابضُ كعاشقٍ ضبابيَّ
الهوى... انتظرُ طفلَ الوهمِ ليكبرَ...
أضاربُ في بورصةِ الاحلام...
أجمعُ خساراتي
احفرُ للحقيقةِ أنفاقاً
وأبني أعشاشاً للريح.
--------------
بقلمي:
سليمان أحمد العوجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق