الأربعاء، 27 فبراير 2019

((صرخة قلم))غزوان ياقوت العراقي

إلى روح ابن عمي الشاب (حسين عباس) الذي مات غريقا غريبا مظلوما بعيدا عن وطنه وأهله بحثا عن الحرية وكرامة العيش .
((صرخة قلم))
ضاقتْ بنا الأرضُ هـلْ كفٌّ يواسينا
نطوي المنافي وليلُ القهــرِ يطوينا
ضلّتْ مراكبُنا في البحـــرِ تائهـــــةً
فمــــــــا رســــونا علــى برٍّ يحيينا
و مؤلـــمٌ أنّ كــــلَّ الأرضِ ترفضُنا
و موجعٌ أنّ سهـــمَ الغـــــدرِ يرثينا
و مؤلـــــمٌ والمنافي كلُّهـا وجــــعٌ
نمـــوتُ فيهــــا ولا نلقى مــراسينا
ومؤلـــــمٌ أنّنا نحيا بـلا أمــــــــــلٍ
نجني الجــــــراحَ ولا ظـلٌّ يوارينا
نمضي إلى حيثما المجهولُ يأخـذُنا
حتّى نموتُ ومــوجُ البحــرِ يحوينا
ونقطعُ الدّربَ دربَ البعدِ موحشةً
إنّا ألفناهُ مزروعــــــاً ثعــــــــابينا
كلُّ المدائنِ في الآفاقِ موصــــــدةٌ
عــــزَّ الأمــــانُ فمــنْ ياربُّ يؤوينا
مرارةُ الغــــــربةِ السّوداء تسحقُنا
ما عـــــــادَ شيءٌ من الدّنيا ليغرينا
إنّا شربنا كؤوس الدّمعِ طافحـــــةً
يختالُنا الحـــزنُ كالطّاعـــونِ يفنينا
احــــزانُنا شجرُ الصُّبارِ محترقـــــاً
أبكـى السّمـــاء(ولمْ يبكِ السّلاطينا)
مشرَّدونَ عن الأوطــــــــانِ أرهقنا
ظلـــمُ المنافي الذّي قد راحَ يشقينا
قهرُ الطّغاةِ عن الأحبابِ أبعــــــدنا
مضيّعــــــــونَ نأتْ عنّا مـــــرامينا
تنمّروا ولسانُ الحــــالِ يفضحُهــم
ومن حقدِهمْ مسخوا صاروا ملاعينا
تدرّعوا في ثيابِ الدّينِ من دجـــلٍ
صلّـــــوا زناةً وقد أمسوا شياطينا
تباً لهــم لعنةُ الرّحمـــنِ تمحقهــم
إذ طالما قد عتوا فأضحوا فراعينا
أحلامُنا لافتاتُ الحـــزنِ نحملهــــا
أنّى اتجهنا وشمرُ القمــــعِ يقصينا
نحوَ السّماء مددنا الكفَّ ضارعــةً
يا رحمــــــــةَ اللهِ قد مــاتتْ أمانينا
يا رحمـــــــةَ اللهِ هلّي في نواظرِنا
قد أظلمَ الكـــــونُ والأسفارُ تدمينا
في كلِّ شبرٍ بهذي الأرضِ شاهــدةٌ
تروي حكاياتُ حـــزنٍ عـنْ مآسينا
طوالعُ الصّبحِ قدْ عـــــادتْ بخيبتنا
مغــــاربُ الشّمسِ قدْ أدمتْ مآقينا
في مشرقِ الأفقِ كمْ ضجّتْ مواجعنا
في مطلعِ الفجرِ كانَ الفجـرُ يبكينا
لكنّنا مــــا انحـنتْ أعـــناقنا أبـــدًا
صُبّرٌ ولا مديةٌ هـــــــزّتْ نواصينا
حصّادةُ المـــوتِ تذرونا وتسحقُنا
وكمّاشةُ الهمِّ حـــــدَّ النّزفِ تؤذينا
أقسى من المـوتِ موتٌ أنتَ تطلبهُ
وأن ترَ الصّعوَ قد حاكى الشّواهينا
يا نورسَ البحرِ ضاعَ العمرُ في سفرٍ
فهــلْ تعــــــــودُ لنا الدّنيا تصافينا
وأنتَ يا بحــــرُ خـذْ اشلاءنا مزقًـا
فليسَ غيرُكَ عندَ المــــــوتِ يبكينا
ما بينَ موتينِ قـد ضــاعتْ أغانينا
يا صبرَ أيوبَ حينَ الشّوقُ يصلينا
يا صبرَ أيوبَ حينَ الصّوتُ يوقظنا
صـــوتُ الأحــبّةِ كـــالأمطـارِ يأتينا
مستنفــراً مثل صــدرِ الأمِّ يحضُننا
فيزهرُ الصّوتُ في الأضلاعِ نسرينا
تلكَ المنافي قبورٌ كيفَ نعشقُهـــــا
نحـــنُ اليتامـى بنا ضــاقتْ منافينا
وكلّمــــا لاحَ برقٌ في نواظــــــرِنا
قلنا ســــــــــلامٌ من الأحبابِ يأتينا
وكلّمــــا لألأتْ شمسٌ بمشرقِهــــا
قلنا شعـــــــاعٌ باسم اللهِ يهــــدينا
نحنُ الغــــريبُ يشجى الغمـــامُ لهُ
نحنُ الحمائمُ تبكي المــاءَ والطّينا
ياسُفْنُ عودي بنا للأهلِ راجعــــةً
صوتُ الحبيباتِ عـنْ بعـــدٍ ينادينا
................
شعر ورسم🌷 غزوان ياقوت العراقي🌷

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق