السبت، 23 فبراير 2019

سلطانةُ القلب،،،،،يـــاسـر مـحـمـد نـــاصـر

سلطانةُ القلب
لَامَستُ كَـفَّـكِ بينَ الحِينِ والحِـيـنِ
حتى أتَـانِي هوَىً كَـالمَاءِ يَـروِيـنِـي

مَلَكتِ قلبي فَصَارَ الـيـومَ قَـافِـيــةً
فيها ارتِياحِي وَفيها مَـا يُوَاسِـيـني

قَد كانَ طَيفُكِ كلَّ الوَقتِ يَطلُبُـنِي
وإنَّ حـبـَّكِ لــي كـلُّ الـعــنــاوِيـــنِ

يَاعذبـةً مـن زُلالِ الـماءِ طِينـَتُـهَــا
رِفـقَـاً بِـصبٍّ وَسُلوَانٍ وَمـَفــتُــونِ

فـي وَجنتـيكِ مِنَ ألأزهـارِ أجمَلُـها
أستافُ عِطرَكِ من سُوحِ البَرَاكِيـنِ

وَاليَاسَمينَةُ عِطرٌ مِـن محاسِـنِـهــا
فَـعِطرُها لَم يزلْ لِليومِ يُـغرِيــنِــي

سُلطانَةُ الحُسنِ من نُورٍ وَمِن أَلـَقٍ
مِن دِجلةَ إغترَفَتْ مُلْكَ السَّلاطِينِ

جَاءتْ وَفيها مِـنَ الـنَّـوَّارِ أجـمـلُـهُ
كَـرَوضـَةٍ مَلَـئَـتْـنـا زَهـرَ تِـشـرِيـنِ

مَـا عابـَها الزَّهرُ بَل في وِرفِهِ عِلَلٌ
مِـمَّا رَأَى مِن جَمالِ الـقَدِّ وَالـلِّـيـنِ

ظَميَاءُ في خِصرِها عودٌ كَأَنَّ بِـهـا
مِـن دجلَةٍ إرتوَتْ سحرَ الثَّلاثِـيـنِ

ناءَتْ فَأغصَانِيَ الخَضرَاءُ قد يَبِسَتْ
جَـاءَتْ فَخِلخَـالُـها أحيَا أفَانِيـنـِي

متى الـلِّقَـاءُ فَـإنِّي الآنَ مُنـتَـظِــرٌ ؟
أُرَاقبُ اليومَ وَالـتَارِيخ يَشكُـونِـي

كُلُّ الـنِّسَاءِ بِـهـَذا القَلـبِ غَـارِفَــةً
وَكـلُّ عـَاشـِقَـةِ لِـلـيومِ تَـبكـيـنـِـي

جَعلتُ نَـافِـذَةَ الأبـصـارِ مُـغـْلَـقَــةً
إلّا لِشَخصِكِ دُونَ النَّاسِ توطِينِي

ومَا خَبَتْ نارُ قلبي حينَما طلـعَـتْ
وكَيفَ تخبو إذا في الحبِّ تكوِيني

سعـادُ مَـمــلَـكَـةٌ أبـقَــى أُلازِمُـهَـــا
اُعطِي لها الرُّوحَ لَو جَاءَتْ تُرَاضِينِي

وفِي فُؤَادِي هُـمُومٌ رُحـتُ أقـطَـعُـهَا
لِـلـيـَومِ مَـا سَكَـنَـتْ نَـارِي وَآتُـــونِ

مُذِ إرتـَمَـتْ في حنايا القَـلبِ ساكِنَةً
أضـحَتْ تُـغازِلُـهـا كُـلَُ الـدَّوَاوِيـــنِ

يَاقَهوَةَ الصُّبحِ في الإصباحِ تَعبقـُنِي
بَينَ الرَّيَاحِيـنِ مِن وَردٍ وَمِن تـِيْــنِ

تَـقَاذَفَـتنِي الـقَوَافِي وَهـيَ دافِـئَــةٌ
دِفءَ الـفـُؤَادِ فَـأبـلُـوهَـا وَتُبلـِيـنِــي

نَـاجَيتُها والـهَوى من تَحتِنَـا قِـمَــمٌ
حتى تـَنَافَرَ من خَلفِــي ومِـن دُونِ

إنَّ الحَبِيبَـةَ قَد أمسَيتُ أهـجُرُهــا
هَجـرَ الدِّيارِ عَسى الأيَّـامُ تُـقرِينـي

أنتِ الحَبيبَـةُ مِن رمشَيكِ مُنطَلَـقِي
مَـاذا أقُولُ ومِن عَينيكِ تُـلـقِـيـنِـي

قَد رَاعَنِي البَينُ والآهاتُ تَـقتُـلُنِـي
يَـكادُ دَربُ الهوى يُـفنِي مَـوازِينـِي

رَحيلُكِ استَنزَفَ الآهاتِ من وَجَعِي
حتى دِيارُ الـهوى بِـالـذُّلِ تـَشكينِـي

مَـا كُنتُ أحسَبُ أنَّ الحُبَّ عَـاطِـفَةٌ
تُمحَى ، فعادَ الهوى بالصبرِ يَسقينِي

أُقـَلِّـبُ الـطـَّرفَ أيَّـامــاً بِــلا مَـلَــلٍ
عَـلِّي أراكِ بِـثَوبِ الصِّدقِ تَـأتِيـنِــي

يـــاسـر مـحـمـد نـــاصـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق