الخميس، 31 يناير 2019

سوري أنا،،،،،،،د. عبد السلام حمد

عذرا من القرّاء الأكارم سأعيد نشر هذه القصيدة عسى ولعل..
سوري أنا
سوري أنا وطني شم العرانين
وقلعة المجد مرباع الشواهين

سوري أنا ألف في كل مفخرة
أضيء كالشمس في كل الميادين

أنا مزامير داوود ترتلها
كل الأساطين في كل الأحايين

أنا الدمشقي والأكوان تعرفيني
فخر الوجود وسلطان السلاطين

مارمت يوما سوى العلياء لي وطنا
وما سلكت دروب الذل والدون

وهامتي ما انحنت يوما لمغتصب
ولا الملوك ولا كل الفراعين

مرغت أنف جميع المعتدين وسل
عني فرنسا بكل الوحل والطين

والعرب تعرف أني تاج عزتهم
والكل ما رتلوا إلا طواسيني

سوريةٌ جنة الفردوس يحفظها
رب الوجود وأرض الحور والعين

سوريةٌ سكنت قلبي وأوردتي
ومقلتيً وروحي والشرايين

هي الأميرة والدنيا إمارتها
وأجمل الورد في كل البساتين

أناشد الله أن يحمي مرابعها
فأهلها صفوة الغر الميامين

كانت لكل جياع العرب قاطبة
أبا رؤوما وأما للمساكين

رمز التآخي مدى الأزمان شامخة
وزينة الدوح في كثر الأفانين

سوريةُ الحب للألوان أجمعها
نمت بتربتها شتى العناوين

تنوع الورد في البستان يمنحه
حسنا وسحرا بتعداد التلاوين

فكيف ينسى فحول الشعر فتنتها
من شمسها عصروا أشهى الدواوين

يا للأعاريب خانوني بلا خجل
وأضرموا في الحشا نار البراكين

كأنهم قد نسوا مجدي بأندلس
وما صنعت لهم ايام حطين

أواه من حقدهم بل من خيانتهم
لأنني يوسف في الجب ألقوني

هم قادة العرب باعوني بلا ثمن
هم الذئاب وأنجاس الملاعين

قد أشعلوا الحرب في الفيحاء وأسفي
وفي جحيم الدجى والحزن أردوني

دمشق كانت لهم أيام محنتهم
أما وأهلا ومأوى للملايين

لكنهم-ويحهم- خانوا جمائلها
ردوا الجميل بطعنات السكاكين

على الخيانة والتدجيل قد جبلوا
ثم التفنن في دق الأسافين

كل الأطايب قدمنا لحضرتهم
وبادلونا بزقوم وغسلين

كانت دمشق وما زالت حبيبتنا
بيادر القمح والزيتون والتين

فداك روحي وقلبي يا مولهتي
يا شامة الكون يا أرض الأساطين

هذي دمشق عروس المجد ساحرة
فلا أقايضها بالهند والصين

دمعي تكفكفه بسحر لمستها
ولو مرضت بعطف الأم تشفيني

للياسمين بها لحن وأغنية
تنادم القلب والتفكير تسبيني

ما أجمل الشام ما أحلى نسائمها
تداعب الروح إن هبت تناغيني

يا ابن الشآم ويا روحي ويا أملي
لما سأقليك يا عمري وتقليني

أشتاق ضمك شوقي الماء عن ظمأ
فضمة منك ترويني وتحيني

ألست أنت أخي إن جعت تطعمني
وإن ظمئت فمن كفيك تسقيني؟

والله أنت أخي والود غايتنا
وأنت عندي تسابيح الرياحين

بيني وبينك حب لا ضفاف له
كقصة الحب بين الكاف والنون

والحاء والباء بعض من شمائلنا
وبسمة منك إن لاحت تشافيني

إبيضت العين من سح الدموع ومن
حزني عليك فأنت النور قي عيني

خلي التسامح عنواناً لنهضتنا
وطهر القلب من شرع السراحين

فلنتحد يا أخي يكفي تشرذمنا
هذا التناحر يبكيني ويدميني

لقد شبعنا شعارات مزيفة
كما سئمنا أكاذيب المجانين

القرح قد مسنا طرا وأنهكنا
إني لأقسم مايبكيك يبكيني

ماذا سنجنيَ من هذا الصراع ومن
حرب البسوس ومن حرب الطواحين؟!

هذي الحروب بلا جدوى ولا هدف
ليست من الشرع والأخلاق والدين

قم يا أخي فكفى هيا لوحدتنا
لكي ندوس على كل الثعابين

ما بيننا يا أخي بل ما يوحدنا
أسمى من الحكم في كل المضامين

دع عنك كل هموم العرب أجمعها
ودع فلسطين للشعب الفلسطيني

لماذا ننبش في ماض يفرقنا
من أجل ماذا نضحى كالقرابين؟

مالي ومال علي أو معاوية
ما كان بينهما لا ليس يعنيني

أو كان بين يزيدٍ والحسين سوى
ماض طواه الردى مذ ذلك الحين

هذي مؤامرة نحن الوقود لها
نعوذ بالله من شر الشياطين

هيا لنقرأ آيات الهوى جذلا
للخافقين بإيضاح وتبين

قمْ نمنم الحرف من كل الزهور ومن
ترنم السحر في شدو الحساسين

واصعدْ إلى الشمس واكتبْ فوق هامتها
سوري وحب بلادي والورى ديني

د. عبد السلام حمد
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق