الاثنين، 28 يناير 2019

ثلج .،،،،،فادية حسون.

ثلج ..... يتكاثف فوق أضلع روحي ... ينخر بطانة ذكرياتي ...فينفذ ... ويتوغل في حنايا الفؤاد .. فتسافر نفسي إلى تلك القرية الحبيبة ..حيث يقطن الحنين ..ويعشش الشوق ... فتباشر روحي بتكوير بعض الكرات الثلجية بأكف تكاد الدماء تنفر منها من فرط صقيعها ... ويسارع بعض الأطفال الذين تجمهروا في ساحات البراءة المتروكة هناك ... حيث يرتلون آيات من العشق السرمدي لذاك البياض القابع في نفوسهم النقية ... وتتعالى الضحكات .. وتحمر أنوفهم الصغيرة وهم يتفننون في صنع رجل الثلج العملاق ... الذي يتسيد.شرفات المنازل ..ومنعطفات الطرقات المعبدة بالنقاء ... ترتسم فوق مقلهم الجميلة صور أرواحهم المشاكسة .. وهم يتأهبون لرمي المارة بالكرات المتوارية وراء ظهورهم ...متناسين الوعيد والعقوبات التي تنتظرهم في البيت ... حيث انهم احتالوا على أهليهم للخروج ... وتواروا وراء كذباتهم البيضاء ...
وفي البيت ... حيث المدفأة المتوهجة .. تقوم الأمهات بطهي ألذ المأكولات الشتوية ... ويجهزون بعض الدبس اللذيذ لتناوله مع الثلج ... وتعبق رائحة التين اليابس فوق المدفأة لتملأ جو المنزل وتزيده متعة .. بينما تكسر الأم بعض الجوز استعدادا لدمجه مع ثمرات التين اليابس ...
واليوم .... غادرتنا المباهج .. وبقيت المدافىء خامدة ..والمنازل باردة ... والتين يعلوه العفن وينخره الدود ...وأصبح لون الثلج يذكرنا بأكفان الأطفال المنسوجة بدم أشد برودة من هذا الشتاء ...ورجل الثلج ينتحب حزنا على أيد غادرته ورحلت ... وبقي منتصبا بلا ملامح ...
مليئة بالشجون هذه الليلة التي غاب أقمارها ...

فادية حسون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق