الاثنين، 28 يناير 2019

دعيني أُلملِمُ أمسي ----عبد العزيز بشارات /أبو بكر / فلسطين

--- دعيني أُلملِمُ أمسي ------------------------
رحلةُ الظُّلمِ حيرةٌ أم عذابُ ..............رُبّ خلٍّ يحارُ فيه العتابُ
هل سألتُم عن الديار توارَت ......حين أضحَت يُحيط فيها الخرابُ
فد يتوه الغريبُ في حيّ قَومٍ .............دَلّه البومُ مُرشداً والغرابُ
حين أمسيتُ شارداً في طريقي.... أذكرُ الصحبَ فوقها كيف غابوا
وتلمّستُ بين تلك الثنايا ............... عن حبيبٍ يتوهُ فيه الرحاب

قلت فيها وليس للقول حدٌّ........ ......فهي شهدٌ من الرحيق مُذاب
تشرق الشمسُ حين تهفو إليها ...............ودعاءُ التّقيّ فيها يجاب
زرقةُ البحر في العيون تراءَت .......... والروايا يلذُّ منها الشراب
وعبيرُ الزهورِ منها تَجلّي ....... وعلى الكفَ كم يطيب الخضاب
تاهَ فكري وزاد فيها اشتياقي ............واعتراني معَ البعادِ اكتئابُ

حدّق الشوقُ في عُيوني مَليّا ........... هزّ دمعي وما أراني أعابُ
لم أر الفجرَ حينما كنتُ فيه ..........لم أر الضوءَ حين عَمَّ الضبابُ
راعني مَرقَدُ السكون تمادَى ..........وتراخى على التلالِ السحابُ
ليتني نجمةُ السماء أنارَت .................وكساها من الحياء النقابُ
ليتني شمعةُ إذا الليل أمسى............... وعلا خافتَ الضّياءِ كتابُ
كم تمنيتُ أن يزولَ ظلامي ..............كم تمنيتُ أن يعودَ الشبابُ
رُؤيةُ الأمس في حياتي نقاءٌ .......... رؤيةُ اليوم في حياتي سرابُ
فدَعيني ألملمُ اليومَ أمسي ................. ودعيني ينالُ مني التراب
واتركيني لبعضِ وقتي سعيدا ........ واتركيني بحيث يحلو العذابُ
نلتُ حلواً من الحياة ومرّاً ..................لم أجد كالنفاقِ داءً يعابُ
وعلوتُ الجبال بل هِمتُ فيها ........... واحتوتني تلالُها والهضابُ
وتعلقتُ حينَها بدُعائي ...................فدعاءُ الملهوفِ قد يُستجابُ
-----------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر / فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق