الاثنين، 28 يناير 2019

أنا الحر،،،،،،،بقلم... د كمال الدين حسين القاضي

أنا الحر
أنا الحر الذي يمضي حزينا
على وطن مخضب بالدماء
تقلبه الرياح كما تشاء
على كف المصائب والبلاء
يعيش اليوم في بعد وهجر
يعاني من سراطين العناء
وسوس الفتك ينخرفي عظام
تعاونه مناكير الدهاء
وشعب العرب في كد ونار
ويحيا بين نيران الشقاء
وجمر الحرب كانت من حميم
على أرض إلي سقف السماء
فمات الزهر من حرق وحتف
وحل الغيم من بعد الضياء
وصرنا بين آلام ودمع
وذقنا كل أوجاع الوباء
وكف الظلم لاقت كل عون
وكل الدعم مر سرب الدهاء
بطول الوقت في سلم وحرب
لنيل الفخر من أهل الثناء
وأهل الحق في سفك وجرح
وقد عاشوا الحياة بلا دواء
وكل النبت في حزن كئيب
كأن الناس في يوم الجزاء
ونجم الشام في أقصى حداد
على أغصان زهر ونداء
ونيت الحسن من ريم وخود
وأزهار الربيع مع الرخاء
وسفاح الأنام بكل ناب
فظيع النهش في كبد البهاء
وأهلي بين هجران وغم
وهذا الهجر محفوف الفناء
تحوطهم كلاليب المنايا
على متن السفين أو الفضاء
يشقون العباب وكل موج
وسيل الدمع فيض من شواء
وأنس من صخور دون حس
عديم القلب في ركب الولاء
فما عرف الاواصر في زمان
ولا عرف القليل من الوفاء
فما كانت به أدنى بقايا
من الإحساس أو ماء الحياء
ولا هزت مشاعره دموع
بعين الطفل من طلق الرماء
ديار القوم في وضع مشين
بضرب القذف من كف اللواء
فصارت مثل كوم من رماد
بلا أنس بلا زهر وماء
وجالت كل أجناد المنايا
إلى أرض النوائب والبكاء
أري مدن العجائب في دار
ونار بين أجساد الذماء
كثير من رجال العرب كانوا
بجانب كل أنصار العداء
فلو ضاعت بلاد العرب طرا
فما دمعت بهم عين النساء
يعيشون الحياة لحب ذات
ومنح الكف من قبل الرياء
فكم حقدوا على قوم عجاف
إذا نزل الرواء من الغناء
أليس الصمت عيب يابلادي
وبعض العرب في مر وداء
فما عاد الرباط بكل أهلي
له أثر المودة والنقاء
فقد مات الوئام وكل وصل
وحاز العرب صفر في العطاء
وقد رحلت روابط كل دين
نرى الإحسان منزوع البقاء
فيوم الحشر ميزان عدل
وفصل الفصل في كف القضاء
فياسعد المطيع وكل تاج
وياويل اللئيم من العصاء
ومن ظلم الخلائق دون ذنب
سيلق الحر نيران الكواء
بقلم... د كمال الدين حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق