الجمعة، 15 مارس 2019

مطر الروح..،،،،،،،،،،،،فادية حسون.

مطر الروح..
ذاك المطر الربيعي الساكن في عمق الروح .. يعود مجددا ليداعب سمعي ويستنفر ذاكرة روحي ..وهو يطرق على سقف خيمتي كزائر لطيف يحمل بسمة أمل على شفتيه ..
أذكر في مثل هذه الأيام أننا كنا نخرج من البيوت لنستحم بدفء الشمس ... وكأننا انعتقنا من سجن مظلم أرهق كواهلنا .. وننتقي مكانا يليق بجلساتنا الرائعة .. ونصنع ( التبولة ) المكونة من خضار هي باكورة إنتاج ( الحواكير ) الملاصقة للمنازل ... نشعر ببرودة لطيفة ممتزجة بشمس آذار المتقلبة المزاج ..ثم لا تلبث أن تظللنا غيمة حبلى ... ويتكدر مزاج الفضاء ... وترعد السماء وينهمر مطر مفاجئ .. نسارع إلى لم أشيائنا ونلج إلى الداخل .. نوقد المدفأة ببعض القش اليسير ... فالبرد لا يستدعي إيقادا كبيرا ... ويستمر الهطل لدقائق معدودة .. ثم تأخذ الغيمة ما تبقى في بطنها من غيث ..وتذهب إلى مكان آخر لتستمتع ضاحكة بمنظر أناس غيرنا يهرعون إلى الداخل درءا للبلل .... وتعود شمس آذار لتتسيد عنان السماء ...
تلك الأماكن ... لاتزال تعشش في كل ركن من ذاكرتي .. أستحضرها كل يوم ..أشتاااق إليها حد البكاء ... أتوق للابتلال بمطر ربيعي تحت سماء وطني الحبيب ...
كتعاقب الفصول .. كتعاقب اللليل والنهار ... تتعاقب على قلبي الذكريات .. فتقع نفسي صرعى تحت وقع سياطها الموجعة ...
صباح الحنين لتلك السنين ...
فادية حسون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق