الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

يا ساحلَ الغربيِّ قصيدة بقلم – الشاعر الدكتور محمد القصاص

يا ساحلَ الغربيِّ
قصيدة
بقلم – الشاعر الدكتور محمد القصاص

يا ساحلَ الغربيِّ يا شطَّ النَّــــــــــــــوى *** رفقا بحالي إنْ عراني شُحُــــــــــــوبُ
يا ساحلَ الغربي ما فعل الهــــــــــــــوى *** شَزَرا وليلي قد غزاهُ مَشيــــــــــــــبُ
يا ساحلَ الغربي هذي مقلتــــــــــــــي *** منذُ افترقنا والدموع سَكُــــــــــــــوبُ
يا ساحلَ الغربيِّ إرحمْ خافقـــــــــــي *** فبه من الشَّوقِ العظيمِ وَجيـــــــــــبُ
يا ساحلَ الغربيِّ دونَكَ عَبرَتِـــــــــــــي *** تهمي على الوجناتِ فهي تجــــــوبُ
يا ساحلَ الغربيِّ رفقا إنَّ لـــــــــــــــــــي *** قلبٌ ، من الأشواقِ كَـــادَ يَـــــــذوبُ
يا ساحلَ الغَرْبيِّ طالَ فراقنــــــــــــــــــا *** ذابتْ ضلوعي واعتراها لهــــــــيبُ
يا ساحلَ الغربيِّ بحرُكَ مَــــــــــــــــــوْرِدٌ *** للظاميءِ الولهان فهو قريــــــــــــــــبُ
يا ساحلَ الغربيِّ هذا صيِّــــــــــــــــبٌ *** يهمـي على الشطِّ العظيم طَََــــروبُ
ما زلتَ تذكرُ حينَ أشجاني النـــَــــوى *** إن هَبََّّّ بالشطِّ الجَريحِ هَبـــــــــوبُ
أيَّـانَ تمضي والدُّموعُ بجفنهـــــــــــــــــــــا *** ألمُ الوَدَاعِ بطِرفـهـا مكتـــــــــــــــوبُ
وقفتْ على جالِ المحيطِ خَجُولـَــــــــةً *** أخذَتْ تُطارحِني الغرامَ ضُــــرُوبُ
دَعْجـاءُ ذاتَ الشَّعرِ أصْفرَ ، كاعـبــــا *** مَيَّـاسَةًٌ بقوامِها المَحْبــــــــــــــــــوبُ
ياللواحظَ حين يُضنيها الأســــــــــــى *** تُصْلي فؤادي ، والضُّلوعُ تَــــذُوبُ
إذ كان يدنيني اللمى من ثغرهــــــــــــا *** أمَّا الجَمالُ لإسمها مَنســــــــــــــــوبُ
هامتْ بها النفسُ العليلةُ ليتهــــــــــــــا *** عرفتْ ففجري قد غشاهُ غُــروبُ
لم يُنـثـني ألمي فزادَ مواجعــــــــــــــــــي *** والشمسُ إن حان الوَداعُ تُغيــــــبُ
حتى الشَّواطئ قد بكينَ تألمــــــــــــا *** يا ويح قلبي قد جفاني حبيـــــــــــبُ
إثنان بتنا باكيانِ على النَّـــــــــــــــوى *** كلٌّ يؤمِّلُ عودَةً فيـــــــــــــــــــــــــؤوبُ
أمسى كلانا سادرا في صَمتــــــــــــهِ *** يأبى الكلامَ كأنه مــــــرعــــــــــــــوبُ
ما همَّني تَعبٌ ولا سَغَـــــــــــــبٌ ولا *** لكنَّ قلبي بالفراقِ سَغُُـــــــــــــــــوبُ
ودَّعتُها والنَّارُ تُضرمُ أضلعـــــــــــــي *** تجتاحني عند الهَياج ضُـــــــــروبُ
ودَّعتُها والطرفُ يَهمي أدمعـــــــــــــا *** والقلبُ من ألم الوداعِ كئيــــــــــــــبُ
ما طاب للعيــن الحزينـة أن تـَـــــرَى *** خِـلاًّ تباعَـدَ أو جَفاها حَبيـــــــبُ
لو كنتَ راقبتَ المساءَ غُُروبَُـهَـــــــا *** لأتاكَ من وَهجِ الغُُُروبِ غـــــــروبُ
فاذكر فديتُكَ ساحــلاً وشواطئــــا *** بينـا ترى الأكبادََ فيهِ تَـَــــــــــــذُوبُ
رافقتُ سَيْرَ الشَّمسِ عند غيابهــا *** حتى توارتْ بل عراها مَغِيـــــــــبُ
يا بحرُ كم لي في جواركَ عاشقــــــــــا *** أمدا وقلبي من جفاك صويـــــــــبُ
ضيعْتُ فيك زوارقـي ومراكبــــــي *** والعينُ تبكي والهوانُ قريـــــــــــــبُ
تبكي إذْ الموجاتُ فيكَ تحطمَّـتْ *** راحَتْ بأرجاءِ المحيــــط تجُـــوبُ
لله درُّ الموجِ عند هياجِـــــــــــــــــــــهِ *** يجتاحُني والقلبُ فيه يـَـــــــــــذوبُ
ساعاتُ أحياها ببعض مَشَاعري *** حزنٌ إذا حطَّ الرحالَ كُــــــــرُوبُ
يا ساحِلَ الغربيِّ يا كأسَ النَّـــــــــوى *** في شاطئيك الرَّاحُ والتثريـــــــــــبُ
يا ساحلَ الغربيِّ إعلم أننـــــــــــــــــا *** سنتوق يوما للهوى فـنــــــــــــــؤوبُ
نهمي فيلـثـمُ شطها ورمالهـــــــــــــا *** قلبي وتَلثمُ وَجْنَـتـــــــــــــايَ دُروبُ
إني هجرتُك يا عروبةُ فاكتبـــــــــي *** أني مهاجرُ ، ساعةً فأغيـــــــــــبُ
لم يبقَ لي عند العُروبَةِ موئــــــــــــــلا *** والعيشُ في جنباتها منكـــــــــوبُ
والحقُّ فيها قد يَضيعُ سَفاهَـــــــةً *** والحُـُرُّّ فيها دائما مَغْلــــــــــــــــوبُ
هل يأتي من يَفدي البلادَ بنفسهِ *** والموتُ في جنباتهـا مَكتــــــــوبُ
غرباءُ فيها لا مكانَ يلمُّنـــــــــــــــــا *** والحقُّ بعدَ تراثنا منهـــــــــــــــــوبُ
فتـرى الكرامَ البائسينَ يُصيبهـــــمْ *** قهـرٌ وأمَّا حَقُّهمْ مَغصُـــــــــــــــوبُ
فهناك قومٌ قد يبيعون الخنـــــــــــــا *** والعهرُ منهمْ والرَّدى منســــــــــوبُ
مَعذورُ يا قلبي لذلك فانتمــــــــي *** للشَّاطئ الغَربيِّ ذاكَ حبيـــــــبُ
ما كنتَ تروي بالمهانةِ حينهـــــــــا *** ظمأً ولا الأحوال فيه تُريــــــــــــبُ
فهناك طـيبُ العيش لا زورٌ بــه *** والقومُ ، لا زورٌ ولا تكـذيــــــــبُ
والكلُُّّ يمرحُ بالسعادةِ كونـُــــــــــهُ *** فِكرٌ وعَقلٌ زانـهُ التََّّهذيـــــــــــــبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق