الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018

ولدي المبدع ابامحمد المحترم،،،الشاعر محمد عليوي فياض المحمدي

ولدي المبدع ابامحمد المحترم تحياتي وبعد : وفد الشّاعر الفيلسوف ابو العلاء المعري قلصدا بغداد دار السلام والعلم والادب حين كانت منارة العلم وحاضرة الدّنيا ومحط انظار الناس وكانت الشّوارع تغص بالنّاس والعربات والخيول حيث كانت وسائط النقل في ذلك الزمان وكان ابو اللاء ضريرا ويحتاج الى من يعينه لعبور الشّارع فاخذ يحدّث نفسه بمقولته الشّهيرة (كانّني مصحف في بيت زنديق ) وصادف ان سمعه احدهم فقال له : كن ابا العلاء فقال : نعم انا هو فاخذ بيده واعانه على عبور الشّارع فقال له ابو العلاء اذا شئت ان تتفضّل علي فخذني الى دار الشّريف الرّضيّ الشّاعر المعروف وكان بيت الشّريف الرّضيّ آنذاك بمثابة منتدى وملتقى الشعراء والادباء وحين وصل الى بيت الشّريف الرّضي اسقبل بحفاوة تناسب مكانته وكانوا آنذاك ينزلون النّاس منازلهم وكان الحديث يدور حول المفاضلة بين الشّعراء قدحا ومدحا باسلوب تغلب عليه نزعة التملق والمحاباة والمجاملة وبدا بعض الحضور يطعن على علم الشّعراء وفحل الشّعر العربي ابو الطّيّب المتنبي ممّا اثار حفيظة ابو العلاء فردّ بالقول : (يكفي ابا الطّيّب لو انّه لم يقل شعرا انّه قال : لك يامنازل في القلوب منازل ) وكان ممّن قدح شعر المتنبي الشّريف الارّضيّ فاستشاط غضبا وقال لمن حوله من حاشيته وكان ذو نفوذ وسطوة ضعوا هذا الاعمى في السّجن فاستغرب بعض الحضور معترضا على تصرّفه مستغربا منه كيف يسجن ضيفه وصرّحوا له بذلك فقال لهم : لقد شتمني هذا الاعمى فقالوا لم نسمعه شتمك ايها الشّريف فقراء عليهم قصيدة المتنبّي اعلاه ومنها بيت القصيد ( واذا اتتك مذمّتي من ناقص--- فهي الشّادة لي باني كامل ) فاقتنعوا بانّ الشّريف كان محقّا ومع ذلك فقد التمسوا لابي العلاء الاعذار لدى الشّريف الرّضي والحّوا عليه حتى اخرجوا ابا العلاءمن السّجن وانا ارى انّ المسامح كريم ومن شيم الكرماء والاماجد العفو عند المقدرة وليس الشّديد بالصّرعة ولكنّ الشّديد الذي يملك نفسه عند الغضب وبادل الاساءة بالاحسان والانفعال ظاهرة سلبية فكن من المادحين ولا تكن من القادحينوعظّموا انفسكم بالتّغاضي ومن افترى عليك ستنكشف فريته مع الزّمن والشعر موهبة ومنحة من الله يخصّ بها من يشاء ولا يوجد شاعر كامل فلكلّجواد كبوة وكل يدّعي وصل بليلى وليلى لا تقرّ لهم بذاك تحياتي وسلم بنانك وعلا بيانك وتذكر قول الشّا عر : (لسانك لا تذكر به عورة امريء --- فكلّك عورات وللنّاس السن ) واذكرك بقول الآخر : ( لو كلّ كلب عوى القمته حجرا ---لاصبح الصّخر مثقالا بدينار ) وقول سيّدنا الامام الشّافعيّ : ( اذا نطق السّفيه فلا تجبه --- فخير من اجابته السّكوت --- فان كلّمته فرّجت عنه --- وان خلّيته كمدا يموت )وقد قيل : اذا كان الكلام من فضّة فالسّكوت من ذهب ويرى فلاسفة الادب انّ السّكوت ابلغ وسائل التعبير وخير الكلام ما قلّ ودلّ تحياتي ومحبتي ولدي الرّائع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق