السبت، 20 أكتوبر 2018

سَمٌّ بِنَكْهَةِ اللَّبَن ،،، صاحب الغرابي...العراق

سَمٌّ بِنَكْهَةِ اللَّبَن
صاحب الغرابي...العراق
قَبَسٌ مِنْ نُوْرٍ
غَرْسُ الرِّسالَة
عَلَيه سِيماءُ الأنْبِياءِ
راحَ يَشْمُّ عَبَقَ النَّبْوَّةِ
مازالَ زَغَبُ المَلائِكِ في تِلكَ الربُوعِ
صُلْحاً أبْيَضَ بِلْونِ العُمْق
كأس (جَعْدَة)*
حِياكَة
ذِئبٌ مازالَ يَعْوي...
ذاكَ كِسْرَى العَرَب!**
لَدْغٌ لَيّنٌ مَرن
أتَت ساعَتُه الزاحِفَةُ بِثْوانِيها
سَّمٌّ بِنَكْهَةِ اللَّبَنِ سكَبَ في رِيِقْهِ قَطْرَةً مِنْ حُلقُوم أفْعى
ثَعْلَبيّة ماكِرَة
لِجنود العَسَل
غَثَيَان لايُنتج إلاَّ رَغْوَة السَمّ!
تِلكَ الجَرْعَة التي رَفَعَتْه
إلى مُلاقَاة جَدّه في المَلأ الأوسَع
مالَه ذَلِكَ الصَوت وهو يَتَهدَّج بحُزْنِه***
جَمْرٌ على شَفَتِهِ
نَفُوا نعْشَه
وظنّوا أنَّ ثَرَاهُ يَضيّع
لِيطفئوا الشَّمْسَ حتى يَموت النّهار
لكيلا يكون الحَسَن
وكأَنَّ التُّراب ارْتَوَى
عَبقُ الوَحْي منه
هَل يَسْتَطِعُونَ مَحْو التُّراب؟!
وإن حَطّموا المِئْذَنَة
تَوَهَّمَ مَنْ ظَنَّ احْتَوَاهُ بَقيع الغَرْقَدُ****
أيُّ ذكرى...!
مَخْتُومةٌ بالسمِّ
مَضَت مَعَ قَوَافِلُ الأنْبِياء
فإذا هُنَا إِنسان يَمُوتُ فَيَعْلو
وإذا هُنَاك ناسٌ يَعِيشُونَ
فَيَصْغُرَون!
..................................................
*لقب أطلقه الخليفة الثاني على معاوية بن ابي سفيان.
**هي زوجة الإمام الحسن (ع) بنت الأشعث بن قيس الكندي.
***تهدَّجَ صَوْتُهُ : تَقَطَّعَ فِي ارْتِعَاشٍ ، عَلاَ ، هَبَطَ.
****الغَرْقَدُ : شجيرةٌ تسمو من متر إِلى ثلاثة من الفصيلة الباذنجانية ، ساقها وفروعها بيضٌ تشبه العَوسج في أَوراقها اللَّحمية وفروعها الشائكة ، وأَزهارها الطويلة العُنق عَبقةَ الريح بيضاء مخضرَّة ، وثمرتها مخروطة تؤكل ، وتُسمَّى أَيضًا الغردق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق