الأربعاء، 29 أغسطس 2018

صدق مرآتى،،،بقلم منال بركة

صدق مرآتى
____________
تحسسني الندى مداعباً وأخذني صوب مرآتي، ظللت أحدق وأحدق وضباب يعتري الرؤيا، كلما زاد في مراوغتي يستثير
عنادي فتمسح يدي بقوة دون جدوي، كدت أن أحطم الزجاج
بل أقتله ولكن جبنت يدي أن تُجرح منه فما عادت تتحمل، فقررت أن أسايسه وأتحايل عليه، علني أعرف لماذا يطاردني؟!!

والندى بعيداً عني قيد أنملة يرسل لي طيب أنفاسه عوناً وسنداً، يهمس لي حاولي استمرى فمنك حياتي يا زهرة لا
أعرف سواها، نحن عند المفترق نكون او لا نكون، لملمت
قواي رويداً فلملم الضباب جز ءً من ثوبه فتجلت لي الرؤيا،
يا إلهي!! يا إلهي!!
رأيت شَعري بعيداً، سألته لماذا تركتني؟! قال: أبحث عن حنان غيمة ماطرة تفك جدائلي الموثوقة بحبال ركود الأمسيات

ورأيت ظهري يختبر صدق الجدار، فلقد أصبح أكثر حنكة
يستطيع أن يميز بين الصادق والكذاب، ومَن القائم علي حرف ومنَ راسخ للاحتماء

وقلبي منفطر يمسك المشرط ويستأصل للناي رأسه وقال لي:
ستموت عيون الناي تباعاً لا تقترفِ حتي نغير سيمفونيات الألحان

وهناك رأيت عقلي مشغولاً بفض مشاحنات واستشكال، ويُذكر نفسه ألا يأخذ تصرفات البشر علي محمل الجد والاكتراث
وعيوني نائمة ولكن لا تنام، قالت سأغيب قليلاً حتي أفرغ في الأرض وما رحبت تشوهات الرسومات
وقدماي تعرج متوجسة تبحث عن كوكب حنون يستضيف الانسان يشعر فيه فقط بأنه إنسان
وجلدي يفتح مساماته المنغلقة، ويطرد عَرق المطاردات واللهاث
وساعتي علي الجدران تدق بيدها علي عقاربها الكسولة موبخةً أضبطي ايقاع الحياة و أسرعي فمابقي ليس كمثل
ما فات فلقد قصر حبل العمر الممتد من السموات للأرض وقرب الترحال

ولساني يستحم في البحر لينتشي ويطلق سراح الطلاسم الراسيات علي فمي، ويعتزل صمت السأم وصدمات الخيبات
أراني دعوت الله ألا تطيلوا الغياب فعودوا سريعاً كي أكون
أنا ، فكفي بالندي انتظاراً يذرف الدمعات، فما كان لنعيم الحب أن يحيا دون ان تكفل له أسباب الحياة،
وأراني أول مرة أستشعر صدقك أيتها المرآة.

#بقلمي منال بركة 28___اغسطس__
2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق