الخميس، 29 نوفمبر 2018

جًِـراحُ الـحُـبِّ ،،،بشير عبد الماجد بشير

جًِـراحُ الـحُـبِّ
*****
جـاءتْ تَـلومُ على بَـوْحِي بآلامِـي
من بَـعْدِ ما بَـدَّدتْ لي كلَّ أحلامِي

وما فَـعلتُ سِـوَى ذِكْـري مَحبَّـتَها
وأنَّـها مَـلأتْ من خَمْرِها جَـامي

وأفْعَمَتْ من حَـنانٍ فاضَ أوْرِدَتي
وأَنَّـها ضَمَّخَتْ بالعِطْرِ أعْـوامي

وأنَّها زيـنَـةُ الـدُّنـيا وبَـهْـجَـتُـهـا
هَـوايَ كانتْ وكانتْ وَحْيَ إلْهَامي

وكنتُ أرْفُـلُ في أفـيائِها زَمَـنَـاً
قد طالَ وابْتهَجتْ في الخُلدِ أَعْوامي

وأَنَّها بَــعْـدَ هــذا كُلِّــهِ ابْــتَــعَــدَتْ
وأنَّها بَـطَشَتْ بي بَـطْشَ ضِرْغام

وأنَّهـا أبـعَـدتْـني عـن أرائِـكِـهَـا
وكنتُ مُـتَّكِئَاً أشْــدُو بـأنْـغَـامِـي

وأَنَّـها كَـسَرَتْ قلبي وما رَحِـمَـتْ
وخَلَّفَتْني وَحـيـداً دَمْـعُهُ هَـامِـي

أبـكي وتَـمسحُ دمعي حين يَفضَحُني
لَـدَى اللقاءِ وتَـدْعُـونـي لإحْـجامي ..

عن البكاءِ إذا جاءت لِـتُبْـصِـرَني
وكيفَ أُحْـجِـمُ والـمأْساةُ قُــدَّامي

أرْنُـو إليها وطَرْفي لا يُطَاوِعُني
على الـصُّمودِ أمام المَشْهَدِ الدَّامي

مالي سِوى الدَّمْعِ من حِصْنٍ ألُوذُ بهِ
بَعْـدَ الـفَجيعَـةِ مـهْمَا لامَ لُـوَّامِـي

وإنَّـها رَغْـمَ هذا لمْ تَـزلْ قَـمَري
أراهُ أَنَّى سَـرَتْ في الأرضِ أقدامي

يُـنيرُ لي دَرْبَ أحـزاني تَـذَكُّرُهـا
وإنْ تَـعَـذَّرَ بالـفِرْدَوسِ إلْـمَامِـي

وسوفَ تَبْـقَى جِـراحُ الحُبِّ دامِـيّةً
ما عِـشْتُ تـغْرِسُ في دُنْياي أسْقامي .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أميرة )

هناك تعليق واحد:

  1. جزيل شكري وتقديري لاسرة مجلة محبي الأدب العربي والتحية للجميع .

    ردحذف