الاثنين، 19 نوفمبر 2018

(البحر في طرطوس) المهندس؛ سامر الشيخ طه

بناءً على طلب بعض المجموعات الأدبية أنشر قصيدتي(البحر في طرطوس) كاملةً وذلك لتوثيقها لدى تلك المجموعات كتبتها عام ٢٠١٠
للبحر في طرطوسَ شكلٌ آخرُ
هو في طبيعته الجميلةِ آسرُ
يمتدُّمرتاحاً على شطآنها
وينامُ بعضَ الوقت ثمَّ يغادرُ
ويعود ثانيةً ليملأَ حضنها
في مشهدٍ يهفو إليه الناظرُ
حضنُ المدينة يحتويه بدفئه
والبحرُ في بعض المواقفِ ثائرُ
طرطوسُ تعطيه الأمانَ بحبِّها
وهو المحبُّ وفي هواهُ مُغامِرُ
وتظلُّ طرطوسُ الأمينةُ ملجأً
لمغامرٍ يرتادها ويهاجرُ
--------------------------;----;
بعض العواصم تستحمُّ بمائه
واللاذقيةُ في هواهُ تُشاطِرُ
مدنٌ بغرب الأرضِ تعشقُ حُسنَهُ
والعشقُ في تلك الشواطئِ ظاهرُ
بعض المباني في العمارةِ آيةٌ
قامت عليه بحُسنِها تتفاخرُ
لكنَّ طرطوس البسيطةَ حبهُ ال
باقي وحبُّ الغالبيةِ عابرُ
هو والجزيرةُ والمدينةُ أصبحوا
متوحدينَ بلوحةٍ وتضافروا
------------------------
أروادُ تشمخ فيه مثل صبيَّةٍ
نُذرت له وهو الشقيُّ الغادرُ
لكنَّه حفظَ الودادَ فصانها
من نفسه فالكلُّ فيها عامرُ
صورٌ من الماضي السَّحيقِ تصافح
العينين فالتاريخ فيها حاضرُ
يمضي الزمانُ ولم تزلْ آثارُهُ
تحكي حكاياتِ الذين تدابروا
والبحر من حول الجزيرة شكلُهُ
لمَّا يثورُ وحين يهدأُ آسرُ
هو مثلُ والدها يضمُّ ترابها
ويعانق الأسوار حين يسافرُ
-------------------------
لي فيكَ يا بحرَ الهوى أنشودةٌ
للحبِّ ضاعت والهوى يتطايرُ
أبطالُها عبر البلاد تفرَّقوا
وبيوتُها فوق الرمال تناثروا
طرطوسُ كانت مسرحاً لفصولها
وأنا وأنتَ ومن أُحبُّ عناصرُ
في الحبِّ كنتَ مع الحبيبة ملهمي
وتضيعُ ملهمتي ويبقى الشاعرُ
مثلي أنا يا بحرُ أنتَ مولَّهٌ
لكنَّ حبَّكَ في يديكَ مُحاصَرُ
أما أنا فالحبُّ أفلتَ من يدي
والكلُّ يعلمُ أنَّ حظِّي عاثرُ
فيك الكثير من الكنوز وغيرها
وأنا بما في العقل مثلُكَ ذاخرُ
طبعي وطبعكَ واحدٌ يا سيِّدي
فأنا عميقٌ واسعٌ ومُقامرُ
لكن يُعزِّيني بأنَّك في الهوى
مثلي أبيٌّ مستبدٌّ ساخرُ
اخشى إذا تأتي إليك حبيبتي
فتظنُّ أنَّك ياصديقي سامرُ

شعر المهندس؛ سامر الشيخ طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق