الخميس، 27 سبتمبر 2018

التفتي إليّ / بقلم الشاعرفراس المصطفى

التفتي إليّ
/ فراس المصطفى /
.................................
أدميتُ وجهي
شفتيّ تقطرُ دمع نارٍ
من لوعةٍ بعُدَتْ على شفةِ النوى..
أتُراني أرى لؤلؤ الوجه الحزين ؟
كبرياؤكِ الذلُّ لي..
التفتي إليّ..
لتمسحي خدود مُعترك الجوى
لا وجنتيّ..
حبيبتي.. أنا لن أرى..
أمسيتُ أعمى..
بعد أن كنتُ مُصبحَ العينين..
دعيني أُلامس الخيوط الُمرسَلة..
واتركي أنامل المشتاق
تداعب الخصلات النائمة..
عطرها البحر حين يلثم الصخور
والأصداف مُغرمة..
التفتي..
وامسَحي ثغري بوجنةٍ
ملّتْ قديماً لثم ليلٍ
واشتاقتكِ أنفاس الهوى..
آشتاقتني ؟
ما لي سواكِ في ألم الكرى..
ما لي سواكِ يا نهر الحنين..
ما لي سوى نسمات ليلكِ
حين تندثر العيون..
ما لي دواءٌ أسقي به
شطآن المآقي والبحور..
إلا حرارة عطفِ ساكنةٍ
بجانب الكبدِ..
التفتي..
فروح الله عازمةٌ على الهروب
في أعماق ليلي..
لا تتركيني جنّة عالمي
يا فردوسة الجوى..
إنَّ دمي على شفتيّ..
وأجساد المقابر لاح مسكنها
وتريد رفقة راحتيّ..
لا أريد ذبول زهرٍ
في حسرة العطش الكئيب..
ولا جوعاً أطوي له كشحاً..
ولا مرار توحُّدٍ كالسيل..
لا تتركي مُقَلي حيارى
لا أراها وجنتيكِ..
ولا جنون المَيل..
حبيبتي..
دُقّي أسافين الهوى
في صدر جسدي..
وارفعي راية الآفاق حمراء
كخمرة سالكين..
واكتُبي بدم الشفاه
جراحكَ لن تموت..
وأنتَ تُجرَحُ بخنجر ظلمٍ
في جدار الودجين
....................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق