الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

((( ثورةُ الفجر ))) رشيد هاشم الفرطوسي

((( ثورةُ الفجر )))
ضِياءُ الفَجْرِ في أُفُق تَراءَى . . . كرمحٍ راحَ يَخْتَرقُ السَّماءا
فمِنْ شَرقٍ يَشُعُّ الأفْقُ صُبْحاً . . . ومِنْ غربٍ مساءٌ قد تَناءى
يشُقُّ طريقَهُ في الأُفْقِ كالمَوجِ خَلْفَ سفينةٍ أَبْدى انْثِناءا
تَهاوى الليلُ كالمقتولِ غَدراً . . . كأنَّ الفجرَ قد طَعَنَ المَساءا
يُطاردُهُ الصَّباحُ بِرُمْحِ نورٍ . . . فَظَلَّ لِجانِبٍ يَرجو التِجاءا
....
وأَضحى النَّجمُ يُومِضُ وَمْضَ واهٍ . . . غريقٍ حينَ يَلْتَمِسُ الرَّجاءا
فحيْناً في اللهيبِ ترى اشْتِعالاً . . . وحينا في الخُفوتِ ترى انطِفاءا
كأَنَّ بِروحِهِ قولاً مُثيراً . . . فظَلَّ مُرَدِّداً لِغَدٍ نِداءا
يَلُوحُ بأَنَّ ظُلْمَ اللَّيلِ إنْ زالَ زالَ اللّامِعُونَ بهِ سَواءا
وأنَّ الشمسَ إنْ ذَكَرَتْ شُعوباً . . . تُحِيلُ القَصْرَ قَبْراً أوْ عَزاءا
يُذّكِّرُني بشعبٍ عاشَ حيّاً . . . أساءَ الحاكمونَ لَهُ فَسَاءا
يَشعُّ بِطهْرهِ دهراً طويلاً . . . فَغَذَّوْهُ المَفاسِدَ والوَباءا
مَتى وارَيْتَ دُرّاً في تُرابٍ . . . أساءَ الظَّنَّ مَن رَغِبَ الشِّرَاءا
....
كأنَّ اللَّيلَ دكتاتورَ شَعبٍ . . . تَظاهَرَ رافعاً بيدٍ لِواءا
فينْظُرُهُ بِوجهٍ عابسٍ بعْدَ أنْ أبْدى إلى فَجرٍ وَلاءا
فلَمّا ازدادَ أُفْقُ الأرضِ نُورا . . . وَعَمَّ الضَّوءُ في أُفُقٍ كِساءا
تلأْلأَ في البزوغِ لَهُ احمرارٌ . . . كأنَّ بنهْضَةٍ نَزَفَ الدِّماءا
ففي شرقٍ تَوَسَّعَ جانباهُ . . . فصارَ الشَّرْقُ مُكْتَسِياً ضِياءا
فَفَزَّ الشعبُ يَهْتِفُ في ظَلامٍ . . . بأنَّ سكُونَهُ أرْداهُ داءا
فَأضحى اللَّيْلُ مُلْتَجئاً لِغربٍ . . . عسى يَفدِيْهِ مِنْ عَصْفٍ فِداءا
كأنَّ مَطارقاً بِيَدَيْ شُعاعٍ . . . تَدُكُّ الغَيمَ سُوداً كيْ تُضاءا
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق