الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

أحراش التيه الطويل،،،محمد عبدالكريم الشعيبي -

أحراش التيه الطويل
____________

ذات مساءٍ من الغيم
المصحوب بهزيم الرعدِ،
وخريرِ المطر المتساقط،
صحا على صرير ريحٍ
تفوق صوت الغناء الحميم.
كان وحيداً
بكل ما تعنيه كلمة العزلة ،
وبكل معنى الضجر.الأكيد،
أصدقائهُ فقط جرحهُ
وضوء أرجواني حزين
وعصا يهش بها
على أغنام الوحشة.
...
الشوارعُ خالية......ومواء القطط
المتربص في الأروقة
أضفي شيئاً من دراما المشهد.
عيونهُ الذابلة
تتلفت في النواحي
علها تجد ظلَ نجمٍ
يسامر فضائها النائي
فترتد بنظرات زائغة
تجر خلفها قوافل أحلام فاحمات
كلون الثعابين.
لسانهُ يتمتم بهمس أمين
"ما أصعب البحث عن رفاقٍ
في أحراش تيهٍ طويل ،
وكم أحتاج إلى خيلٍ
يخرجني من عنق الزجاجة
لإطلاقٍ فسيح"
...
يا لوعورة أيامه داستها
أقدامٌ جاحدة
وها هو قد أصابهُ التعب
ليعود بخطواتٍ مرتعشة
إلى حيث يُلقي جسمه المكدود
فوق كرسيه العتيق.
الذي يجلسُ رابضاً
بين الحوائط الفارغة
تلك المنتفضة عليهِ
بشهية الجوع القاتلة.
ينشغلُ تفكيره بهواجسٍ تفتشُ
عن الغد المفقود،
وعن ذكرياتٍ سعيدة
تنبعثُ انبعاثاً
من رفات الماضي الصبي
وعن جمرة دفء
تشعل جذوة أفراحه
وتنسيه شتاء العمر القارس،
فلا تُهديه أفكارهُ
سوى أسئلة شريدة
تعتصر الذاكرة،
وتأمر الزمهرير والبرد
يتشافهان على غير نافذة..

-محمد عبدالكريم الشعيبي -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق