السبت، 29 سبتمبر 2018

***التوهان***طوقان الأثير أم حسام

***التوهان***
أنادي على نفْسِي وقدْ كنتُ لاهيا
فكم غِبتُ عن وعْيي وجُهْدي غَدا هَشّا
َ
وكم بي تلهَّى الهمُّ أضحى المناديَا
ومن زفرةِ الرُّوحِ الصَّدَى صار لي وَحْشا

أنادي وفي صَمتٍ وصَمْتي مُراديا
أعافرُهُ كالرَّعْد في هَاجِسي يُخْشَى

حديثي نأى لارَدَّ يُنْسي مآسِيا
ولا جملةُ الأوصافِ تنقلُ لي النَّقْش
َ
ففي بطنِ أوهامٍ لقد عشتُ راعِيا
وأرضعُ من صبْري وفي حجْرِهِ أُحْشَى

أنادي على رُوحِي ففيها أَراَضِيا
فتلك فيافيها أراني بها نَعشَا

فمن يفقهُ الألغازَ ياتي لِبابِيا
فلا زلتُ في بطنِ الدُّنا لم أجدْ عَرْشا

وفي بطنها لازلتُ كالطِّفل ظَاميا.
إلى قطرة ٍمن أمنِها والملا عَطْشى

لماذا وكيف القهرُ قد بات غَازيا ؟
وكلٌّ به جوعٌ وماغنمَ العَيْشَ

لقد فاضتِ الأهوالُ عُدنا مرَاسيا
لكل ذئابِ الشَّر ِقدْ جَاوروا قِرْشا

لأنّا نُباهي بالذِي صار بَاليا
ومن حولنا عَدَّ العدوُّ لنا جيْشا

وذا المجْدُ بالإعْمَارِ يبغي الأمانيا
لقد ذاق ذِرْعا والمَدى حوْله أعْشى

سكونٌ وصمتٌ دائمٌ باتَ طاغيا. ٌ
ومن رحمِ الدُّنيا وُلدْنا بها دَهْشى

طوقان الأثير أم حسام
حورية منصوري

28/9/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق