الثلاثاء، 26 يونيو 2018

جَلستُ أكتبُ،،،عايد الجابري

جَلستُ أكتبُ والأقلامُ تَمتنِعُ
أمسكتُ ألْيَنَها إذْ راحَ يَقتنعُ
يَجري بِبوحٍ له في النَّفسِ هِمهَمَةٌ
أهوى بها ألَمًا وانتابها الفَزَعُ
ما بين أهلي وأهلي الحَربُ طاحنةٌ
والجَمعُ ماجَ كَموجِ البَحرِ يصطرعُ
والغَربُ يُوقدُ نارَ الحقدِ بينهما
فالبَعضُ مُقتتلٌ والبعضُ مُستمعُ
سالتَ دِماءٌ كمثلِ السَّيل مُنحدرًا
لا تَستكينُ ولا تَحوي لها رُقَعُ
أكتُبْ يَراعي فإنّ الأمرَ فاجِعةٌ
العقلُ حارَ وقلبي مَسّهُ وَجَعُ
مِن هَولِ ظُلمٍ مِن الأحبابِ مَنبَعُه
قد راحَ قلبي مِن الأضلاعِ يَنخلعُ
أين الرّشادُ وأين الدّينُ مَنهجنا
ما عادَ فينا لِصوتِ الحقِّ مُستمعُ
واللّيلُ أظلمُ والأيّامُ قاحِلةٌ
والبَردُ أحمقُ والأجواءُ تَلتمعُ
فَمَنْ لِنارٍ وفي الأحشاءِ مَوقدها
لم تُبقِ حَرثًا ولا نَسْلًا فَتبتلعُ
بِحري بَسيطٌ ودَلوي باتَ مُهتَرِئًا
والماءُ مِلحٌ وإنّ الحَبلَ مُنقطعُ
جودي سعادٌ فَلا كَلّتْ مَدامِعُنا
يا ويْحَ أهلي فإنّ الظُّلمَ يَبتَدِعُ
عايد الجابري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق