الجمعة، 29 يونيو 2018

شبَح في ضباب الشّوق ------عبد العزيز بشارات

--- شبَح في ضباب الشّوق -----------------
تُسائِلني الهَوى والرّأْسُ شابا .........وتُسمِعُني الملامةَ والعِتابا
وتنتظرُ اللقاءَ بِكلِّ شوقٍ ..............ودمعُ العين بالأجْفانِ ذابا
لقد وهَنَت شِغافُ القَلبِ لمّا .............تـلّقّت من مُحيّاكم جوابا
وسهمُ اللَّحظِ لمّا طارَ يوماً ..........لنبضِ القلب في وَلَهٍ أصابا
وخُضتُم في رحاب القُربِ حيناً.......وحيناً بُعدُكم أرخَى حجابا
أغارُ على نَسيم الفجر لمّا ..............دنا قربَ الديار ودقَّ بابا
ومِن ضَوْء الصباح إذا تَجَلّى ........ومن شَبَحٍ أناخ لها الرِّكابا
بماءِ الحَوضِ تَغمِسُ أَخمَصيْها ..........فيأبى عن مفاتنها غيابا
وذاك الوردُ لوّنَ وجنَتَيها ................وقدّم من لَماهُ لها شرابا
وألبَسَها بجيد الحُسن عِقداً .............كلِفتُ به فأفقَدَني الصَّوابا
فَرُحتُ أُسائِل الاطيارَ عنها ..........ونجمُ الليلِ يلتحِفُ السَّحابا
كتبتُ لها الحروفَ فزِدتُ وجداً..أُناجي الأرضَ أوأَصِفُ التُّرابا
وأَرسمُ بَينَ أبياتي بياناً ...............يُزَخرفُ ناصِعاً ذاك الكتابا
يتيهُ بها البديعُ بكلِّ لونٍ ................ويلمَعُ من مفاتنها اجتذاباً
أرى بُعدَ المحبِّ كمثل قُربٍ....كلا الحالين يضـطرب اضطرابا
فهذا البعد يُشعِل نار وجدٍ ...........وهذا القربُ يوشكُ أن يُعابا
فكُن وسَطاً وَلا تفرَح لِقُربٍ ....... ولا تَجزَع إذا المَحبوبُ غابا
إذا هَبّت رياحُ الشَّوقِ مِنِّي .... ..أرى الاشياءَ من حولي ضباباً
أرى الأشجارَ مورقةً فتبدو ............لعينِي بعد روعتها سرابا
وألمَحُ طيفَها فيزيدُ شوقي .............وأقرَأ نثرها فأرى العُجابا
--------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر /فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق