الأحد، 17 سبتمبر 2017

حوراء،،،الشاعر يوسف الدلفي

حوراء
حَوْرَاءُ جَــــنَّـــةُ رَبِّـي وابـتـهـالاتــي
تَقولُ ( بابا ) وقـلبي عَــبـدُ مَــولاتـي

مِنْ زَيـنـبٍ إسْـمُـهـا واللهُ مُـسَمِّـيـهـا
كـيـمـا تَـرىٰ بِـأبـِـيـهـا كَــــربــلاءاتِ

حوراءُ يا بَـهـجَـةَ الـدُّنـيـا وزهـرتُـهـا
أنتِ الـخَـمـيـلةُ في رَحْبِ الفضاءاتِ

حوراءُ يا قَــمــراً مـازالَ يَـسْـكــُنُـنِي
عـُــرجــونُـهُ في نـهـاري والمـسـاءاتِ

حوراءُ بَـثَّـتْ بِــروحـي خُـلْـدَها هِـبَـةً
مِنْ قـَبـلِها كُـنـتُ في تِـعـدادِ أمـواتِ

حوراءُ لي صِوَرٌ في وجهِكِ الصَّافي
شَـتَّـانَ بَـيـنَ صَــفـاءٍ والـخَـطِـيـئـاتِ

يا طفلتي ما رأيتُ الشمسَ مُـشرِقَةً
حتّىٰ بَـدَوْتِ ضـيـاءً فـي سَـماواتـي

يا بَـدْءَ قـافـيـتي أسـمو بـهـا نَـظْماً
ويا خِـتـامَ قَــرِيضي عــن حكاياتي

لـَهـا أنـامـلُ في تَـقْـبِـيـلِـهـا شِــعْــرٌ
تُـوحِيْ إليَّ قَــرَيــضاً في بَـديـعـاتِ

تلهو بِـشَـعْـري تناغي شَـيـبةً جَذْلىٰ
غَـنَّـتْ لـهـا طَـرباً مِنْ قَبلُ شـيـبـاتي

وَتَـمْـتَـمَتْ عـن لُـغـاتٍ لَـسْـتُ أعلمُها
مثل الـعصافيرِ قُـدْسـاً صوتُـهـا آتِ

تَـرنـيـمـةٌ صوتُـهـا تَـحـكي مَـلائِـكـةً
كـــأنَّ أمْــلاكَ كَــوْنٍ فــي عِــبـاداتِ

أمّــا بُـــكـاهـا يـنـاديـنـي بِـأوجــاعٍ
خُــذْني إلـيـكَ ولا تَـكـسـبْ جَرِيراتي

فَــلــو تَــبَــسَّـمَ عـن عَـفْـوٍ مُـحَـيَّـاهـا
فَــيــضٌ مِـن اللهِ تُـهـديـني مَـسراتي

أنسى همومي سِراعاً حِينَ تَـلـقاني
تَـحـبـو إلـيَّ طـبـيـبـاً في جِراحاتي

كم لاعجٍ بالـهـوى مُـسـتـوثِقٌ جُرحي
يا ( حُورُ ) فيكِ مَضَتْ غَورُ العذاباتِ

نَامَـتْ وصـدري لها عَـرشٌ بِلا مَـلِـكٌ
هي الأمـيـرةُ وقـفـاً قُـلتُ هـيـهاتِ

خِـشْـفٌ وقـلبي كِـناسٌ ذائِـدٌ عـنـها
دَقَّـاتُـهُ تَـتَـهـادىٰ لـُـطْــفَ خِــيـفـاتِ

حَــطَّــمْـتُ كُلَّ المرايا بَـعـد طَـلَّـتِـهـا
لاريبَ في عَـيـنِـهـا نَفْسِي ومِـرآتي

سَعَيتُ جُهداً إلى العلياءِ أجـنـيـهـا
حتّىٰ انْـتَـبَـهْتُ إلى حوراءَ في ذاتي

أسَـايَ تَـقْـتُـلُـهُ فـي نَــظــرةٍ نَـحْـوِيْ
صَـغِــيـرةٌ عَـجَـبَـاً تَــغْــتــالُ أنّــاتي

قـد طُـفْـتُ رَبِّي بِـلـَثـمِ الخَدِّ مُعْتَمِراً
حـتّى تَـعَـالـتْ بِـإيـمـانٍ نِــداءاتـي

أعْذِبْ بِدَغدَغَةٍ في خِصْرِها غَصْباً
ضِحكاتُها في لُغُوبٍ مِنْ حَماقاتي

لَمْ أدْرِ مَنْ هو طِـفْـلٌ حِينَ مَلْـعَـبِـنا
حوراءُ أمْ يُوسُفٌ مِنْ بَـعـدِ صَبْواتِ

بيتي بلا وجهِها كالكهفِ في طودٍ
ماإنْ بَدَتْ حَـوَتِ الـدُّنيا حُجَيراتي

إِيْ صُمْتُ عـن كلِّ حَسناءٍ بِمَولِدِها
لا حُـبَّ لي بعدها بل لا عـشـيقاتِ

أنامُ مِلْءَ جُـفُـوني بَـعـدَ غـَفـوتِـهـا
أحْـنُـو عليها هَـلُوعـَاً كـالـثّـكـَالاتِ

أُسَائِلُ الـزَّهْـرَ بُـهْـراً أيـن رونَـقُـهُ ؟
قالتْ : لِحوراءَ هَبَّتْ ذِيْ فَرَاشاتي

صَرَخْتُ في أُذُنِ الدُّنيا متى البُشْرَىٰ ؟
قـَالــتْ : بِــمَـولِـدِ حــوراءٍ بِـشـاراتـي

حَتَّامَ يا حُـلْـوَتِي ألْـقَـاكِ في فَـرَحٍ ؟
إنْ مُـتُّ يا بَـضْعَـتِي وَدَّعْـتُ آهاتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق