السبت، 16 سبتمبر 2017

لا رأت عينيَّ هاتيك المجالِ،،،الشاعر بكري دباس

في عام ١٩٤١ كتب الشاعر الكبير
علي محمود طه قصيدة الجندول ولحنها وغناها الموسيقار الخالد محمد عبد الوهاب حيث كانت الحياة البسيطة والهادئة بعيدة عن تعقيدات العصر فخطر ببالي الرد عليها في زماننا المحزن

لا رأت عينيَّ هاتيك المجالِ
أم عروس البحر نسجاً من خيالِ
قد طوت عشاقها سود الليالي
واشتكت وديانها مهد الجمالِ
كان يمشي جندلاً عبر القنالِ
قبلَ أنْ تنهار أحلام الغوالي
ليت شرب الخمر يوماً لم يضرهْ
من حبيبٍ غاب عنيّ ما أسرَّهْ
كم تمنينا التلاقي لوْ لمرةْ
والتمني باتَ في قلبي مقرًّهْ
هل تُراني ألتقي يوماً بساقي
يسقني خمراَ بأكوابٍ رقاقِ
بعد أَنْ كنا على خيرِ اتفاقِ
اعترتنا فرقةٌ فيها شقاقِ
قلتُ والآهاتُ مرٌّ في لساني
من شحوبِ النيل أبكى الهرمانِ
في رحابِ الهجرِ آهٍ يا زماني
وافتقدنا لدعاءِ الكروانِ
فابتعدنا دونما نحظى بذكرى
من شفاهٍ تنثر النسمات عطرهْ
ليت أَنّي حينها قبَّلتُ ثغرهْ
والليالي ريحها من عطرِ زهرةْ
شعرهُ الذهبيُّ ذكرى والسِّماتِ
كيف أنسى منه حلوُ اللفتاتِ
كلَّ ليلٍ أستعيدُ الذكرياتِ
من فؤادي قطعةٌ لو قال هاتِ
لا رأت عينيَّ هاتيكَ المجالِ
أم عروسُ البحر غابت عن خيالي

م.بكري دباس.
٢١٠٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق