الاثنين، 18 سبتمبر 2017

أنتَ الحبيبُ وأنتَ النورُ في الحدقِ،،،بكري دباس البحر البسيط

أنتَ الحبيبُ وأنتَ النورُ في الحدقِ
أنتَ الحياةُ فمنها باتَ مُنطلقي
والعينُ مَدمعها قد جفَّ منْ ألمٍ
تزدادُ حُرقتها منْ شدَّةِ الأرقِ
قالتْ ألا ترتضي أنْ تُبقني زمناً
في حُضْنكَ المُشتهى يقتاتُ مِنْ ألقي
قد زادني ألماً أنّي مُعَذِّبَةٌ
مَنْ كانَ يعشقُني في حالةِ النزقِ
إنّي لهُ الوجعُ المُنسابُ مِنْ زمنٍ
مُذْ جاءني راجياً ويهيمُ في الطُّرقِ
أحلامُنا غُيِّبَتْ شَمعاتنا انطفَأتْ
أقلامُنا ضَيَّعتْ منْ شَوقها ورقي
عاتَبْتُها زَفَرَتْ أشْتَمُّها نَفَحَتْ
تَزْدانُ في ألقٍ في ساعة الغَسقِ
أوْدَعتُها روحي تَحميها مِن وجعٍ
في بحرها سَبحَتْ والروحُ في غرقِ
لا أبْعدَ اللهُ أحباباً تَرَكْتُهُمُ
مثلَ المصابيحِ ترْنو ساعةَ الفلقِ
هيَ الجمالُ وقد دانَ الجمالُ لها
مِنْ حُسْنِها فَلَهيبُ العشْقِ مُعْتَنَقي
ﺇِﻥْ ﻫِﻤْﺖُ ﻭﺟْﺪﺍً ﻓﻤﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺄَﻭَّﻝ ﻣَﻦ
ﺃَﻭْدﺕ ﺑﻪ ﺍﻟشفتينُ ﺍﻟﺤُﻤﺮِ ﻭﺍلعُنقِ
ﺣَﺪِّﺙ ﺑﺬﻛﺮِ عذاﺑﺎﺗﻲ فلا ﻋَﺠَﺐٌ
تَحْلو إساءَتَها والقلبُ في مِزَقِ
وإنْ مَرَرْتَ بهذا الصَّدْرِ فاغمُرهُ
باللَّثْمِ مُخْتَتَماً بالمسْكِ والحَبَقِ
أهدابُها رَمَشَتْ كالجُندِ تنتظمُ
فالكُحْلُ يَأمُرُها تَصْطَفُّ في نَسَقِ
تَأنّى في كُلِّ أمرٍ أنتَ فاعلهُ
إنَّ الطريقَ لهذا الحُزْنِ مُفْتَرَقِ
فَاغْنَمْ بِدُنيا الغرامِ المُشْتَهى أمَلاً
أكْرِمْ حَبيبكَ إنَّ الحُبَّ في الغَدَقِ
للهائمينَ وللعُشّاقِ أُخْبِرُهُمْ
ﺃَﻧﺖَ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀُ ﺍﻟَّﺬﻱ أهواهُ في الأُفُقِ
أنسى ﺑَﻼﺋﻲ ﺇِﺫﺍ ﻣﺎريحها لفحتْ
والعِطْرُ يملَأُها تنْسابُ في عَبَقِ
مُهرٌ بدﻯ ﺍﻟحزنُ ﻣِﻦْ ﺇِﺣﺪﻯ ﻃَﺒﺎﺋِﻌِﻪِ
قدْ قالَ شاعِرُنا والفَجْرُ لَمْ يَفِقِ
جاءَتْ مُعَذِّبَتي في غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّها الكَوْكَبُ الدُّرِّيُ في الأفقِ

بكري دباس البحر البسيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق