الاثنين، 18 سبتمبر 2017

يا مَوصِلَ الخير ِ ،،،الشاعر يوسف الدلفي

يا مَوصِلَ الخير ِ
رَاحَـتْ دمـوعي عَـلـى الـحـدبـاءِ تَـنْـهَـمِـلُ
مــتى بِـهـا يَـا إلــٰهـي الـعـينُ تـكـتحِلُ ؟

مـَا كُـنـتُ يــــومـاً لِأنْـسـى أهــلَـهـا أبـداً
فَــالـقـلـبُ إنْ رامَ نِـسـيـانـاً سَـيَـشـتـعِـلُ

داراً بَـنَـيـتُ بــهـا مِـنْ صـخـرها شَـمَـمـاً
تُـمْـحـَى الــدّهـورُ ولا يُـمْحَـى لـهـا طَـلَـلُ

داري بِــــمــطــلـعِ تَــأريــخٍ حَـــوَى أثَـــرَاً
مَـحَـا الـزمـانُ قُــصَــوراً والـجَـفَـا مَــحَـلُ

عَــجِــبْــتُ فــي أمـرِها سـبـحـانَ بَـارئـهـا
ربــيــعُـــهــا فـي فـــصــولٍ مـا لَـهُ حِــــوَلُ

فَــلا أرى بِـــــسـواها بَـــلْـــقَـــعـاً عَــــذِبــاً
فـــلا سُـــهــولٌ تُـــضــاهــيـهـا ولا جــــبـلُ

الـــتّــينُ والــتّــوتُ فـي أغــصـانـهـا تَــرَفٌ
عُــرجـونُـهُ الـقـطـفُ واسـتـحـيـاؤُهُ الـخَجَلُ

وَقْــفـاً إلـيـكِ حــكــايــاتُ الــرّبـــيــعِ ثَــوَتْ
زهـرُ الـــخـــزامـى عـلى لُمــيـائِـهـا قُـــبَـــلُ

للهِ أنــتِ جَـــــمــالاً كَــالـــعـــروسِ زَهَــــتْ
مـا فَــضَّ خَـتـمَـكِ إلّا شَــهــمُـكِ الــبـــطـلُ

فَـذي نَــسـائِـمُ فـي حِــيــطـانِــهــا نَـــغَـــمٌ
والــرَّجْــعُ مــنـهــا دواءٌ لــو دَهَــــتْ عِــلَـــلُ

لِـي فـي مَــحـاربِـهـا تَٰــرنــيــمــةٌ شَـــجَــنٌ
عَــنّـي تُــنـافِـحُ مَــنْ فـيِـه الــنُّــهـى خَــبَــلُ

مَـنْ رامَ نِــسـيـانَ هَـمٍّ لَــزَّ خـيـلَ خُــطَـــىً
فـي رَحْــبِــهـا طــابَــتِ الآمــــالُ والـظُـلَـلَ

يَـا مَـهـدَ عِــزِّ الـصِّـبـا قـد نـابـني سَــهَـرٌ
خُــذْ مَُــقْـلـتي فَـجُـفُـونـي رابَـهـا الـسَّـمَـلُ

وُدّي إلـــيـــكِ شَـــكـى نـأيـاً عَـلـى وَجَــــعٍ
فَــالــقُـربُ مِـنْ نَــفـحِـكِ الـفَـوّاحِ مُــرْتَـحَـلُ

وَاحَــسـرتَـاهُ عـلـى أنْــــــدائِـــهــا يَــبَــسٌ
والمــاءُ زمـــزمُــهــا يُــرْوى بِــــه الــغَــلَـــلُ

قــوافــلُ الــنّـاسِ فــي أرجـائِـهـا غَـــــدَقٌ
والــيــومَ لا نـاقــةٌ بـالــخــيـرِ لا جَـــــمَـــلُ

كـلُّ الــرُّؤى إنْ تَـطـوفُ الـعـيـنُ مَـعْـلَـمُـهـا
مَـحـاجِـرُ الـعـينِ صِــدْقٌ مـا بِـــهــا حَـــوَلُ

هـل وصـلُـكِ الـعَــذْبُ مَــوصُـولٌ بـأوردتـي؟
ُقـــولـي فــداؤكِ روحــي فَــالــنّــوى جَــلَــلُ

أنـتِ المُــنـى مـا تَـــمَــنّـى طـــامِــحٌ سَــفَـراً
أحـضـانُـهـا الـفـخـرُ دومـاً لــو طغَى سَـفِـلُ

يا قـــومُ انّـي سَــبـرتُ الــبـحـرَ عــن عَــمَــدٍ
حُــوتـاً أُســـائِــلُ عَــــن غَـــورٍ هــو الــوَجِــلُ

أيـنَ الــنَّــبِـيُّ عـلـى الــحـدبـاءِ مَــبْــعَــثُــهُ ؟
أم داعـــشٌ قـــد ثَــوَى بِـالــحُــوتِ يَـشـتـغِـلُ

( ذا النّون ) قُــمْ هـل حَـلا مَـكْـثٌ على تِــرَةٍ ؟
والــرِّجـــسُ لا بُــــدَّ مِـــنْ نَـــارٍ وَذَا الـــنَّـــذِلُ

يا مـوصـلَ الـخـيـرِ صَـبـراً إنْ هَـمَـى جَـــزَعٌ
وَحْــــيٌ مِـــنَ اللهِ فــي قِـــــرطـاسِـــهِ الأمــلُ

نَـــجْـــمُ الـــشُّــرورِ وَإنْ شَــــظَّــتْ بَــــوَادِرُهُ
نَــجــمُ الـطُّـغـاةِ هَـــفَــا مِـنْ طـبـعِـهِ الأفــــلُ

ألْـلاتُ أوحَـــــى لـَـــهُـــم سُـــخْـــفـاً بـلا ورعٍ
أوثـــانُ فِــــكــرٍ بـِــهـــم والـــقــلــبُ ذا هُــبَـلُ

حـتّـى انْـبـرىٰ نَـاسِـكٌ والــزُّهـدُ فـي نَــجَــفٍ
مِــــحْـرابُـــهُ لِأبـي الـــسِّــبـطـينِ لا الــكُــلَــلُ

قَــد مَـــسَّ عَـــن ثِِـــقــةٍ شُــبَـاكَ ضَـيـغَِــمِـــهِ
كـأنَّــهُ الــعـرشُ لِــلـرحــــمٰـــــنِ مُــحــتــفــلُ

فَاسْـتوثقَ الـسّـمـعَ عن كـبشِ الـعـراقِ صَدَىً
أنْ يَـا رِجــــالَ المــنــايـا مَـــجــــدُكــم أثَــــلُ

هَــبَّـتْ حُــشــودٌ مِـن الأشــرافِ فـي جَـــلَــدٍ
حَــشـدٌ وجــيــشٌ كَــسَـيـــفٍ مـا بِـــهِ فَـــلَــلُ

وِتْــراً تَــراهُـم عَـلـى قَـبْـضِ الــزِّنـادِ لَـــظَــىً
صــوتُ الــرَّصـاصِ ثَــــوَىٰ آذانَـــهُـم زَجَـــلُ

دَاسُـوا على المـوتِ في خِـمْـصِ الـفِـدا عُجُبَاً
كــأنَّ آجـــالَــهــم مِـــــن بـأسِـــهـــم نَـــعَــلُ

وَارتــجّــتِ الأرضُ مِـــن صَـولاتِــهــم هَـلَـعَـاً
والـــفــرقـــدان هَــــلُــوعٌ ضَــــمَّـــــهُ زُحَــــلُ

لا والــذي مــنـه مَــجْــدُِ الـفـيـضِ مُــفْـتـَخِراً
بِـالــخُـلــدِ خَـــصَّــهُــمُ بُـــدّاً إذا قُــــــتِــلـوا

كــلُّ الـــرِّجـالِ تَـــعَـــرّتْ فــي قِـــبـالـَـتِــهــم
مَـــنْ سَــار فــي دَيْـــدَنِــهــم هــو الــــرَّجُـلُ

الــظّـاعِـــنـونَ إلـى رَكْــــبِ الــجــهــادِ دَمَــاً
إنَّ الـــرَّبـــيـعَ بِـــهِــم خَــضْـلٌ وَمُــكـــتــمَــلُ

يـا بَــلــدةً ألــهَــمَــتْ بـالـروحِ عَـــذْبَ شَـجَنٍ
عُـــمْــري إلـى المــوتِ نَـــذرٌ ما دَنَـــا الأجَــلُ

لــو صـابــني جَــمـرُ أشـواقِ هَـلَـعْـتُ لـَـهــا
كَـالــطَّــــيــرِ لِـلـــمــاءِ حــتّـى شَــفَّـهُ الـبَـلَـلُ

سَــلْ سُــورَها هــل بـهـا عِــلْـمٌ بِـــغُـربــتِــنـا
صِــرْنـا شَـــتـاتــاً بـِـأرضٍ جُــــلّــهــا مَــلَـــلُ

سَـــلْ دارَها أيــنَ أهــلــونـا ؟ وأيـنَ مَضَوا ؟
شَــرْقاً سَــعَـوا أم إلـى غَـــرْبٍ ؟ بَـلـى رَحَـلوا

يا نـيـنـوى قــَد حــفــظــتُ الـذِّكـريـاِتِ هَـوَىً
كَـأهــلِ عِـــشــقٍ بِــذكــرِ الــحُـبَّ إنْ سُـئِـلُـوا

رَحْـــلـتُ عـــنـكِ وقَـــدْ هَـــامَ الــفـــؤادُ جَــوَىً
سَـلِـي الـوجــيــبَ ونــبـضـاً بِــالـــذي ثَـمـلـوا

مَــسَـحْـــتُ جِــيــدي عـلـى ظَــنٍّ وَبِــيْ فَــرَحٌ
صـاحَـتْ ثُــبُــوراً رمـانـي الــدَّهــرُ ذَا عَــطَـلُ

يـَا لا ســـواهــا عَـــلـى كُـــــثــْـرٍ مَـــدائِــنُــنَـا
مــا راقـــَـنـِــي أبَـــداً أصـــقــاعُــهــا الـــدُّوَلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق