الأربعاء، 24 أبريل 2019

حلَّ الربيع،،،محمد الفاطمي الدبلي

حلَّ الربيع
حلّ الرّبيعُ فمرحبا بِحلولهِ***وبطْرهِ الفّيّاح فوق حُــــــــــــــــــــــقولهِ
فَصْلٌ بِمَقْدَمِهِ الحَياةُ قَدِ ارْتَدَتْ***حُللَ الشّبيبَةِ في النَّهــارِ وَلَيْــــــــــلِهِ
يُغْني النُّفوسَ عَنِ الدّواءِ نَسيمُهُ***باللُّطْف والإسْعادِ عِنْدَ وُصـــــــولهِ
أَهْدَتْ لنا أَزْهارُهُ وَثِمارُهُ****خَيْراً كَبيراً منْ مَحاسِـــــــــــــنِ نُبْـــــلِهِ
والزَّهْرُ في أعلى الغُصونِ مُبَجّلٌ***أحْيا مَشاعِرَنا بِرَوْعَةِ شَــــــــكْلِهِ
فانْظْرْ إلى الفتّانِ منْ لَوحاتِهِ***واسْمعْ إلى الأطْيارِ بَعْدَ حُـــــــــــلولِهِ
فَصْلٌ بِهِ ابْتَكَرَ الزّمانُ شَبابَنا***وَتَزَيّنَتْ كُلُّ الجِبالِ بِظــــــــــــــــــلِّهِ
أَوَلمْ تَرَالسُّحُبَ الثِّقالَ بِغَيْثِها***سَقَتِ المَزارِعَ بانَّسيمِ وَطَـــــــــــــلِّهِ؟
والشّمْسُ تَرْغَبُ أنْ تَفوزَ بِقُبْلَةٍ***والغيْمُ يَرْفُضُ أًنْ يََلينَ لخِـــــــــــلِّهِ
فَصْلٌ سما بيْنَ الفُصولِ مَحاسِناً***إنَّ المَحاسِنَ تَسْتَعينُ بِفَـــــــــضْلِهِ
إنْ تَعْشَقوا فَصلاً فذا أولى لكُمْ***نِعْمَ البَهِيُّ بِحُسْنِهِ وَجـــــــــــــــمالِهِ
خَيْرُ الفُصولُ بِعِطْرِهِ وَشَبابِهِ***مِنْ كلِّ نَبْتٍ قَدْ أَطَلَّ بِبَقْـــــــــــــــــلِهِ
لَمْ تَرْضَ عَيْني غَيْرَهُ منْ مَنْظَرٍ***ولذا أرى الإحْساسَ راقَ بِفُـــــــلّهِ
كَيْفَ اتَّجَهْتُ يَهُبُّ نَحْوي سِحْرُهُ***والغَيْثُ سالَ منَ السَّحابِ بِثِــــقْلِهِ
وأرى دُروسَ العلْمِ فيهِ بَديعَةً***لبيانِ خَلْقٍ في الكــــــتابِ وَقَــــــوْلِهِ
منْ سِحْرهِ الأَذْهانُ تُشْرِقُ في الدُّجى***مِثْلَ النَّهار بنورِهِ وظِـــــلالِهِ
حَلَّ الرّبيعُ مُبَشِّراً بِطَبيعَةٍ***عَنْ أَحْرُفِ الإبْداعِ عندَ وُصـــــــــــولِهِ
وَتَجاوُبُ الأَطْيارِ فَوقَ عُروشِها***فَرَحٌ يَدلُّ على السُّرورِ بِمِــــــثْلِهِ
جاءَ الصّبا بعْدَ المَشيبِ تَجَدُّداً***والأَرْضُ في عُرْسِ الرَّبيعِ وفَصْلِهِ
يا حَبّذاكَ الفَصْلُ أَثْمَرَ غَرْسُهُ***وَنَمَتْ حُقولٌ كُلُّها بِفُلــــــــــــــــولهِ
خُضَرٌ وَقَمْحٌ والثِّمارُ تَنَوَّعَتْ***والنّاسُ تَقْطِفُ ما نما مـــــــنْ فُولِهِ
كمْ نُزْهَةٍ للعَيْنِ في جَنّاتِه***فَتَحَتْ إلى المُشتاقِ بابَ سَبـــــــــــــيلِهِ
محمد الفاطمي الدبلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق