الثلاثاء، 30 أبريل 2019

** لنا القدس **بقلم الشاعر عايد الجابري

** لنا القدس **
سَمعتُ نِداءَها هلْ مِن مْلَبٍّ
فقد خانَ الجَبانُ لها العُهودا
وراحَ الخِبُّ يَنتحلُ التَّعامي
فَلم يَرَ في أياديها القُيودا
فَمنْ يا قُدسُ قد أبكاكِ قَهرًا
وأنْكرَ فِيكِ ماضيكِ التّليدا
فَأنتَ لَنا ولَنْ نَرضى بَديلًا
ولو زَعمَ الطّغاةُ لَهم وُجودا
بِيومٍ ما مِنَ الأيّامِ فيها
فَقد كانوا عَبيدًا أو قُرودا
فَيا أرضَ القَداسةِ لا تُبالي
بِعونِ الله نُوْفوكِ الوُعودا
فَنَفسي كَم تَتوقُ إلى صَلاةٍ
بأقصانا أطيلُ بها السُّجودا
أُناجي أرضَه شَوقًا وَحبًّا
وأُفرِغُ ما لَديَّ جَوًى عَنيدا
فَإنْ جادَ الإلٰهُ بِذاكَ يَومًا
سَأقتحمُ المَعابِرَ والحُدودا
وأحضِنُ صَخرةً مِنها انْطلاقي
وَأبدأُ ثَورَتي مِنها وَحيدا
سَأقذفُ في وُجوهِ الجُندِ نَعلي
لَعلَّ النَّعلَّ يَبلغُ ما أُريدا
فَما زالتْ حِجارتُنا سِهامًا
وهذا النعلْ قَطعًا لن يَحيدا
وأعلِنْ أنني حَرّرتُ أرضًا
لَعلِّي أنْ أعيشَ بها سعيدا
دَعوني قد أطالُ القَصدَ يَومًا
وأفرِحُ فيه إبْنًا أو حَفيدا
بأنَّ زَمانَنا قد كانَ فَخرًا
بِساحِ العِزِّ جَنْدَلنا اليَهودا
وأنَّا قد أعَدْنا الأرضَ قَهرًا
كما سُلِبتْ فَلا تَهووا الرُّقودا
وإنْ أُقْصيتَ يا أقصى سَتبقى
بِنبضِ قُلوبِنا لَحنًا فَريدا
ودَربا لِلعُلى قد لاحَ دَومًا
لِمَن قَصدَ السَّما بابًا أكيدا
كَدَعوةِ عابِدٍ في جَوفِ لَيلٍ
وروحِ مُجاهدٍ يَرقي شَهيدا
لَنا الأقصى سَأكتُبُها بِتبرٍ
على صَفحاتِ أشعاري نَشيدا
عايد الجابري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق