الاثنين، 22 أبريل 2019

( تأملات في كتاب الحياة )

من مقالاتي ( تأملات في كتاب الحياة )
يتعامل البعض مع الأمثال الشعبية على أنها حقائق علمية غير قابلة للنقاش وقد يحتجُّ بها هؤلاء لاثبات وُ جهاتِ نظرهم ولاعطاء الدليل القاطع على صوابِ آرائهم وكأنما يحتجون بآيةٍ قرآنيةٍ أو بحديثٍ شريفٍ صحيح ورد عن النبي محمدٍ (ص )
ومن المعلوم أنَّ الأمثال الشعبية هي نتاج تجربةٍ انسانية
قد تنطوي على حكمةٍ وقد تنطوي على عكس ذلك خاصةّ اذا كانت تلك التجربة ساذجة وغير ناضجة
فمن الامثال الشعبية ما يدعو الى التواكل والانهزامية
ومنها ما يدعوالى عكس ما يأمر به الشرع الحنيف
كمثال على ذلك (الهروب تلتين المرجلة )
و( اللهم أسألك نفسي ) و(حط حالك بين الروس وقول يا قطاع الروس) وكلها أمثلة غير صحيحة ولا يُعتدُّ بها
ثمَّ إنَّ الكثير من الأمثال الشعبية متناقضة ومتعارضة فهل يمكن ان تحتج بالشيءِ وبنقيضه
ومثلنا على ذلك :
يقول أحدهم (اصرف مافي الجيب يأتيك ما في الغيب )
وذلك حثاّ للآخرين على الاسراف
ويقول آخر ( خبإ قرشك الابيض ليومك الاسود)
وذلك حثاّ للآخرين على التقتير
وكلا المثلين يتعارضان مع قوله تعالى في كتابه العزيز:
(والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
فمن أراد أن يحتج فليحتج بالكلام الصادق الموثوق وليس بالكلام المنمق والمسجوع الخاطئ مهما بدا أنه جميلٌ وجذَّاب
سامر الشيخ طه


ٍ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق