الجمعة، 27 يوليو 2018

((ترك حب الذات))أمين عواض

(الحب)
((ترك حب الذات))

إنِّي ولا أُخفيكَ عن حالاتي
كالشمعِ مُحترقٍ مِن الشُعلاتِ
أهدي الضياءَ لكُلِ أحبابي ولمْ
أهتــمْ لو أُحرِقتُ كالشمــعاتِ
سخرتُ نفسيَ للأحبةِ طائعاً
لِأُنيرَهم في أحلكِ الظلماتِ
فالحبُّ عنديَ واعتقاديَ أنَّهُ
بذلُ النفوسِ وتركُ حُبِّ الذاتِ
لا شيءَ يَسمُو فوقَ حبٍ طاهرٍ
فـــــهو العليُّ وأشرفُ الغايــاتِ
من ذاقَهَ وهبَ الفؤادَ لأجلـِـهِ
وفـَــــداهُ بالأموالِ والفـــَلذاتِ
لا سيما لو كان حـباً خالصاَ
ومُـــنزهاً عنْ أصغرِ الـــشبهاتِ
ولذا فإنِّيَ قد عشقتُ تفانياً
وقــــــرنتُهُ من خالصِ النياتِ
ما كانَ حُبِّيَ كالنزارِ مُســـكناً
بل كانَ سِرَّ سعادتي وحياتي
يسري بأوردتي ويجري في دمي
وبِهِ يقومُ القلبُ بالنبــــضاتِ
أتلوهُ في صحوي ونوميَ دائماً
ومزجتُهُ في الذكرِ والصلواتِ
فهو النديمُ مُؤانسي ومُسامري
في أحلـــــكِ الايامِ والخلواتِ
يمضي معي قدماً وما فارقتُهُ
يــــــوماً وثانيــةً من الأوقـــاتِ
بـــل إنَّـهُ كــانَ السلوَّ وطـــارداً
للــــهمِّ والأهــــاتِ والأزمــــــاتِ
وأقــــــِرُّ أنَّ سُلافَـــهُ مُتشــــابهٌ
لـــكــنَّـــهُ كتشـــــابِهِ الجـــناتِ
ومذاقُهُ لا شكَ مُخــتلفٌ كما
نِعمِ الجنانِ بأطيبِ الثمــراتِ
فالحبُ موتُ في الحياةِ محتمٌ
للنفسِ من حبِ الأنا والذاتِ
لو أنَّ للموتِ الحقيقيَ سكرةٌ
فالحبُ لا يخلو من السكراتِ
أمين عواض
2018/7/26
مجاراة لابيات نزار قباني
من بحر الكامل

إني كمصباح ِ الطريق ِ صديقتيْ
أبكي و لا أحدٌ يرى دمعاتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق