الثلاثاء، 31 يوليو 2018

قصيدةٌ غَزليّةٌ بِعنوان "أيّامُ أُنسي"،،، ‏الشاعر مصطفى اسماعيل

قصيدةٌ غَزليّةٌ بِعنوان "أيّامُ أُنسي"
أيّامُ أُنسيَ بِالحَبيبِ على عَجَلْ
اليومُ يَمضي والحبيبُ لهُ طَلَلْ([1])

يغزو الفؤادَ غَرامُ "شَهْدَ" غَنيمةً
وطُيورُ مُهْجَتِها تَرنَّمُ بِالغَزلْ

فَصَنيعُها السّلْوى طعامٌ لا يُملْ
يا ليت شعري، هَلْ أمِلُّ مِنَ العَسَلْ؟!

وا المُطلِقَ الوَجهَ البَشوشَ سَجِيّةً
وَالوَجنتانِ تَحمَّرانِ مِنَ الوَجَلْ! ([2])

حتّى اذا ما نلتُ مِنْ كِلتيْهِما
احمَرّتِ الشّفتانِ ليس مِنَ الخَجَلْ

فظننتُ أنّي قد ثملتُ مِنَ الهوى
أو رُبّما ثملَ الهوى مِنَ القُبلْ

وا بِتُّ أسبحُ في فضاءِ رُبوعِها
وأصبُّ غيثاً فوق هضبتِها هطلْ

بَهنانةٌ خَفَقَ الفؤادُ لحبِّها
جَوناءُ أو قمرٌ يُضيءُ اذا اكتملْ! ([3])

ما زال ينهلُ من هميمِ هيامِها
حتّى ارتوتْ, هذا لِكثرةِ ما نهلْ! ([4])

ماذا أقولُ وقد غَرِمتُ من الهوى؟!
والقلبُ من نار الغرام قدِ اشتعلْ؟!

وبِحِجْرِ ضُرّتِها عجزتُ وهِجتُ اذْ
جاعلْتُ صُورتَها أماميَ تمتثلْ!

ولقد ظلمتُكِ بِالتَّعدّدِ وهْو مَشـْ
روعٌ وقلبيَ مائلٌ لكِ ما عدلْ!

فَأنا بِحُبّيَ لَستُ مُنصفَها ولا
عِندَ المبيتِ لها بِدونكِ من جَذَلْ([5])

انّي لَعَمرُكَ قد جَمَعتُ مَعَ اليرا
عِ كذلكَ السّيفَ المهنّدَ والأسلْ([6])

وَلَكَمْ تمنّيتُ الرّحيلَ مِنَ الدُّنا
مُتعجّلاً واللهُ قد كتبَ الأجلْ

وشَرَعتُ أكتبُ بِالنَّجيعِ مُصيبتي
مُستشفياً، فَلَعلَّ جرحيَ يَندملْ([7])

فَذَهَبتُ معْ شَفَقِ الزّوالِ بِحَسرتي
حتّى رَأَتْ عينايَ شَعشَعةَ الأملْ

صِفرَ اليدينِ رجعتُ أحملُ هامتي
لا ناقةٌ لي عندهنَّ ولا جملْ!

وَغَنيمةُ الفُؤادِ مُوصَبةً وتُبْـ
رِؤُها اذا اشتدَّ الصّبا حُرقُ المُقلْ([8])

رَقَصَتْ لَكِ الكلِماتُ مُلهمتي
ووارتْ دمعَها عندَ الوقوفِ على الطللْ([9])

فَعَرفتُ أنّ العشقَ يُسكرُني ويأْ
سُرُني فكم أغوى القلوبَ وكم قتلْ! ([10])

ولَكَمْ أُعاتبُهُ فيجرحُني ويفْـ
ضحُني لعَمرُكَ، بي لقدْ ضُربَ المَثلْ!

ها قد رويتُ لكُمْ بِدمعيَ قِصّتي
انْ تعذلوا فالسّيفُ قد سبقَ العذَلْ! ([11])

[ البحر الكامل]
بقلم المهندس الشّاعر
مصطفى يوسف اسماعيل #الفرماوي#

([1]) طلل: أثر تركه الحبيب يعيد الذكرى والعاطفة.
([2]) الوجل: خجل ينتابه خوف شديد.
([3]) بهنانة: خفيفة ورشيقة. الجوناء: اسم من أسماء الشمس
([4]) هميم: نهر.
([5]) جذل: فرح ومتعة.
([6]) اليراع: القلم. الأسل: الرمح
([7]) النجيع: الدم. يندمل: يلتحم ويشفى
([8]) موصبة: أصابها الوصب اي المرض.
([9]) وارت: أخفت.
([10]) أغوى: أضل وأزاغ.
([11]) العذل: اللّوم والعتاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق