الأحد، 25 فبراير 2018

/صدى الصليل في الزمن الذليل//رضوان عبدالرحيم

/صدى الصليل في الزمن الذليل//
يلِجُّ فيَّ الأسى يهْذي وينْهزم
ويَكْبرُ الهمُّ طُغْياناً فأبْتسم
حيناً يُباغِتُني شيطانهُ بِهوىٰ
طوْراً يُهادِنُنِي يَشْكو ويحْتَرم
صَهَرْتُ من رفْعتي وقْعاً يكابِرُني
فتَبْردُ النار مهما يُشْعِلُ الضرم
أدْمنتُ أحْجيتي لاسؤْلَ يُقْنعني
يهزُّني شَغَفي يقْسو ويحْتَكِم
أنا بقايا الرؤى يحْتار بي نظري
صعْلوكُ حرف وفي الأشعارِ لي قلم
عذْرِيُّ عاطفةٍ أُغْري مناسِكَها
فينْبري الزهْوُ من صمتي ويَحْتدم
أستمرءُ الشوق من أرْماقِ أوْرِدتي
يطوفُ ذاكرتي حاجاً لهُ حَرَم
نايُ الهوى طرَبِي كم هدَّني شجناً
أُنْشُودتي عِبرةٌ يَسْمو بها النَغم
ومن رمادِ اللظى "عنقاءُ" أُمْنيتي
تطيرُ دونَ مدى كمْ زانها الحُلُم
في مذْبَحي حدُّ سِكِّينٍ يساوِمني
ويَنْزِفُ الجُرْح قرْباناً ويلتئم
أغيظُ سفَّاحَ دهْري يقْتفي أثري
في اللا مُبالاةِ يَشْقىٰ دُونيَ الأَلم
ياحاديَ العِزِّ في الأوْغاد يَطْلبه
هذا زمان الفِرىٰ قدْ نُكِّسَ العَلَم
يا ناسِكَ الحرْف للْعلياءِ يَنْطقه
يقَدِّسُ الحِبْر في شريانهِ فدم
لاتبْتئِسْ أيُّها الصعلوكُ من عرَبٍ
هَزَّتْ مواسِمُكَ الأرْزاءُ والنِقَم
كل الذينَ أتَوا دون الرجاءِ مَضوا
مثل السرابِ على صحرائنا عدم
وثَقْتَ بالكِذْبِ يُملي شؤْمه خُطَباً
والسيفُ في التيهِ مَنْسيٌّ ومُنْثَلِم
أهدوهُ ذاكِرةَ الموتى فخابَ مُنىً
مُغَمَّدا بالبِلىٰ في كنْهِهِ قِدَم
تلك العروشُ صُروحَ الجُبْنِ خاوية
والقائدُ المرتجى في وحيهِ صنم
أعطَيتهُم موْئلي لمْ يدْركوا فُرَصاً
سِفْرُ الهزيمةِ مثل النقْشِ يرْتسم
كلُّ الملامِحِ تبْكي عارَهُم عَجَباً
لايشفعُ الحُزْن والإيلامُ والغُمَم
أينَ الكرامةُ يكفي الذلُّ منتصباً
كفىٰ هواناً هَوَتْ من عُلْوِها قِمم
أما سَمِعْتمْ بإسْمي لم يزل بطلاً
والحبُّ أرَّقني والشِعْر والعِظَم
فمن يُقَبِّل سَيْفاً لاحَ ثغْر هوى
حين الوغى بارقاً من طيْفها هِمَم
هي البطولةُ عزِّي دامَ موعدها
أبْليتُ كاللَّيثِ مِقْداماً فأقتحم
تبَّا لسيِّدِكُمْ عاثتْ بوائقه
سَرقْتُمو "عُبْلتي" فالقُبْح بي وَصَم
ها أنتمو بِمهادِ اللهْو في عَبَثٍ
تلكَ المظاهِر في أهْوائها السَقم
رضَيْتمُ الوهْنَ أحلاماً بذي أملٍ
مثل الأُسارىٰ فلا شمسٌ ولا شَمَم
على الشعوبِ وحوشٌ دون مرحمةٍ
من خلفِكمْ مُعْتدٍ في سطوهِ حَكَم
فاسْتبشروا ذِلَّةً تردي مواجعها
هيْهاتَ من بينكمْ يرْقىٰ لهُ قَسَم
وأدْتمُ العهْد عيشاً دونما شرفٍ
ماتتْ رُجولتكمْ لمْ تُحْيِكُمْ ذِمَم
وفارسٌ لقَبي لانِدَّ يصْرَعُني
"قُبْحي" فمفْخَرةٌ فعلي لهُ الكَلِم
لن تسْلموا دون لِبسِْ العزِّ أرْديةَ
طالُ الصُراخُ فماذا يَسْمعُ النُّوَم
رضوان عبدالرحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق