الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

رسائلُ البَحرِ =الشاعر ابراهيم فاضل

رسائلُ البَحرِ
=================================
ثمةُ موجٌ يُقيمُ في رؤوسِنا
هل يُمكن أنْ نخضعَ لهُ وأنْ نستتبعه ؟
اللُججُ تحملُ الرسائلَ إلى الشاطيء
تحكي فيها أحوالَ البحارةِ وأحوالنا
نقرأُ الأسرارَ صامتة في اللحظاتِ العابرة
فلا نستطيعُ أنْ نوقفَ مجرى السفن
أُرافقُ الضوءَ في عُزلتي
لعلَ البحرَ يحملُ إلي خبر
أو يغسلُ صدأَ الليل في لحظاتٍ فاصلة
يجلسُ الليلُ والفجرُ معاً حينما يطيبُ لهما الكلام
والموجُ يكتبُ بحبرِ الليل
والليلُ يكتبُ بريشةِ الموج
تلكَ أمواجٌ لا عهد لي بها
اتركوها تتلاطم وتجرفني وتفتحُ لي أي نافذة
نعرفُ أيُّها البحرُ أنكَ لم تتوقفْ عن الموسيقى التي ابتكرتها
الماءُ يبكي بين يديك ، وبين يدي الشمس
عندما نودعُ الشواطيء
نقرأُ الريحَ في الأفق
يهمسُ الموجُ للشاطيءِ في المدِّ والجَزر
أين تلكَ المرافيء الخفية ؟
والبحارةُ يتحدثون عن الحقيقة المنسية
في رعايةِ الماءِ والرمل
الموجُ يواصلُ عزفَ السيمفونية
كي نتعلمَ حكمةَ الشاطيء
والبحرُ يُجَدفُ سفينتهُ ويُجددُ الحياة
الماءُ سِرٌ بعيد ، ولغةٌ في الظمأ
فيهِ تترصَدُّ النوارسُ ، وتداعبُ قلقَ الموج
والشمسُ تستيقظُ وتتلمسُ آثارَ النجوم
وشجرةٌ في الشارعِ تسهرُ على ظِلِّها
تبكي من الوحدة
أيُّها الشرسُ المُستحيل
كيفَ أقرأُ رسائلك ؟
من أين لكَ هذه القدرةُ المُتواصلة
فلا شيخوخةَ لك
ولا موتٌ لكَ إلاَّ في الآخِرة
لا تتوقف عن ابتكارِ المُغامرة
الشمسُ تُقدمُ لك حبَّها
وتلقي أذرعها على كتفِ الليل
بينما أتكيءُ على الهاوية
أينَ تُسافرُ أيُّها البحر ؟
وتحملُ رسائلكَ في حبرِ الأسئلة
====================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
محافظة بورسعيد - مصر
قصيدة النثر
28/12/2016
====================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق