السبت، 31 ديسمبر 2016

أحمد الغرباوى يكتب: حَبْيبى.. وأُتمُّ العام الرابع حَيْا فقدك!

أحمد الغرباوى يكتب:
حَبْيبى.. وأُتمُّ العام الرابع حَيْا فقدك!

الجزء الثانى ( 2 )
حَبْيبى أبداً!

حَبْيبى..
وما إنْ يَبْلغ مَرْمى بَصْرى حَدّ عَيْنَيْكِ..
يَتْدفّقُ وَجْدى..
وما إنْ بَلْغَ الإهْمَالُ حَدّ مَرْمى ( عِشْق رَوْحى)
تَدْفّقُ البَّحْرُ قَبْرى..
فاغتال عُصْفور حُبّى!
حَبْيبتى..
الحُبُّ فى الله لا ولن يُضرّ..
الأشْرارُ وَحْدَهم يفعلون..
والعاشقون ـ فقط ـ من مَحْبرة الوَجْعِ يكتبون..!
اطمئنى حَبْيبتى..
وتدثّرى بِوْدّ وسَكْنِ الظنون..!
،،،،،
حَبْيبى..
كُلُّ صَبْاح.. أُغْمِضُ عَيْنَيّ.. وأتْخَيّل بَطْن كَفّى تُغْلق فواصل أنْامِلَ أصْابِعكِ..
وتَدْفعُ شجونى شَطْحات الخَيْال.. نَحْو أمل التوحّد غايْات وآمال..
أُحاول أنْ أرتّق شِقْوق وأسدّ فَرْاغات خَوْفى مِنْ تَرْكى وحيداً.. دُوْنَكِ!
ويُذكّرنى عُمْرى..
يوماً ما علىّ أنْ أحْيا دُونْكَ؟
يوماً ما رُبّما أكون سعيداٌ دُونْكَ؟
كَيْف؟
كَيْف وكُلّ يوم يأتى وبجوارى أنْتَ
يُذْكّرنى فقدك بِدْوامِ حضورك!
،،،،،
حَبْيبى..
تفترشنى رِيْاحُ الوهمِ.. حاضنةٌ روحى أشْواك رحيل..
وأُبْتلى بالآهة المَكْتومة.. تُصْرِخُنى سِيْاط صَمْتٍ..
تُصْلِبُنى مَخْنوق الأنْفَاسِ..
قُبيل أنْ نموت بِدْهَسِ أقْدام جنون القنوت!
رَمْقٌ أخير يَبْدو فى الأُفقِ البَعْيد..
أهذه أنْتِ؟
إمْرَأتى أنْتِ..
حَبْيبُ أمْسِ؟
منذ أوْدعتْنى أمْانةَ الحُزْنِ الطويل.. تَوْأمى الناضح مِنّى؟
أم أنا صَدْى الروح..
روحٌ أدْمَنْتُ فى الله العِشْقَ أنْتِ!
،،،،،
حَبْيبى..
نزفٌ يَنْدَفعُ مِنْ عُنْقِ الحَنْين تَهْادى سِكّين..
بلا رَحْمة.. ظامىءُ لحُلو الدمَّ ونِدْف الجَرْح فى بُعْاد المَسْافات بَيْننا..
وحيدةٌ هى الأوْدِيْة حَيْث سِرْتِ.. وآثار خَطْوْكِ فى الطريق إليْكِ سَرْاب يَقْين..
لم يّعُدْ غَيْر طَرْاوة عِطْر الذّكْريات فى وَجْعِ مَحْبَرتى..
وتراتيل المَسيح.. كاهن عاشق يتعبّدُ فى دير مَهْجور..
وتسابيح مُنْاجاة صَلاة جُمْعة؛ وأدْعِيْة قبور!
حَبْيبى..
يوم يَمْنَحُكَ الله لى
أفرح إنّ لبّ اخْتِيْارى!
وإنّ عَلْىّ ضَنّ بِكَ فى عُمْرى..
يقنع صَحْو مَسْاءاتى فى قُبْول حِرْمانى..
وتَمْنّيْتُ الرّضى يُفْرِحُ رَبّى..
ودَعوْتَهُ سَكْناً وَوْدّاً فى (عِشْقِ رَوْحى)!
حَبْيبى..
إنّ جَنّةً عَرْضُها السَّمْاوات والأرْض.. لَنْ يُحْرِمُنا إيّاها رَبّى..
ولَيْس كَمْا فى حَيْاتى أبَدْ وَجْعٍ!
لن تَخْلو مِنّا فى غَدِ أبْدِ..
وإنْ..
وإنْ تأجّل لُقانا حَاضر يَوْمٍ!
،،،،،
حَبْيبى..
ما أصْعَبُ أنْ تَبْنى أحْلاماً فيحياها مَنْ تَعْشق وغَيْركَ!
ولأنّك فى الله تُحْبّها..
مِنْ غَوْر جِرْاحك تُهْديها حُبّكَ بوكيه وَرْد أحْمَر دَمّك.. وتحاول أنْ تَقْنع نَفْسك:
أنّ البطولة أنْ تموت؛ ويُقْلّدك النّاس وشاح شهادة عِشْقكَ..
حَبْيبى..
ما أشْدُّ عَذْابات إمْرَأة يَصْدُمها قَدْرٌ آخر فُرْصة أمومة.. حَمْل كاذب!
ولأنّى أكْثَرُ مِمّا يَجْب فى الله أُحْبّكُ؛ غَدْوَتُ
غَدْوَتُ العَاشقُ الآثم..
العَاشِقُ الآثمُ.. الذى لَمْ يَعْرف كَيْف يُحْبّك!
فقط ألفّ مَرّة أحْبَبتك.. وعَذْرتك عَدْدَ ما لايُحْصَى..
رَحْيلٌ أغْلقَ البابَ فى وَجْه قلبى.. وَلمْ تَزْل
لَمْ تَزْل حَوْائجى تَسْتجدى الرقّ.. وباب الربّ الذى أحْبَبتك على عَتْبته.. مَفْتوحٌ دون إذنٍ.. دون إذنِ!
وفى رحابه؛ لم يَهُن عَوْزَ عِشْقٍ فى لحٍّ
ولم تُذْل حاجة رَوْحى فى عونٍ
وفى فضحٍ.. لم يَتْعَرى قلبى؛ وهو يَلتمس ويرجو!
حَبْيبى..
فى الله ألف ألف مَرّة أحْبَبْتُكَ..
وفى الله عَذَرْتُكَ عَدْد ما لايُحصى فى
فى قَدْرى!
،،،،،
حَبْيبى..
يضيقُ الوتين.. يَتْململ القَلبُ.. فى أرْقٍ يَنْفِرُ العقل.. يَغْشى العَمْاءُ الجَسْدَ اشْتِهْاء.. ويؤثر السُبْات.. إلا
إلا الروح..
وحْدَها يَسْكُنْها العِشْقُ.. أبَدُ حُبّ.. أبَدُ وَجْعٍ..
لا أدْرى؟
ويَتْساءل العابدون:
ـ تَبّاً لهذا القلب..
أنّى له كُلّ ذَاَك الحُبّ؟
ويَنْدَهشُ العاشقون مِنْ تريْض رَوْحٍ فى لهيب وقيْظ حِرْمانٍ.. دون يَنْع ظِلًّ!
يَسْتغربون هَيْام رَوْحٍ ببلّ عَرْقٍ وعَطْب حَرّ.. دون رَوْاح وردٍ؛ وبوح عِطْرِ ياسمين دَوْحٍ؛ وشَفْيف بَرْاء فُلّ!
رَبّى..
إنّ قلباً يَفيضُ مِنْ الحُزْنِ.. فَقْد حُبّاً فى الله..
فى الروح حُفر بإبْر العَفَّ..
ومَسْحَ غُبْار العِشْق بريش الطُهْرِ..
وفى رَفْضٍ..
آثر كِبْريْاءه ذُلّ السُّؤلِ..
أبداً..
أبداً لا
لاتَمْسّهُ النّار!
،،،،
حَبْيبى..
(كُلّ نفسٍ بما كَسْبت رَهينة)
ولم أُجْرمُ؟
لم أُذْنبُ؟
وغَدْوتُ فى حُبّكَ رهيناً..
ومنكَ حُرْمِتُ وجوداً عظيماً
أبداً.. لم يَعْشِه.. ولن يَحْياه
إلا من أيْقن الجَنّة ديناً!
وعند الموت
يَصْدُقنى ربّى فيما أخْبَرْنى
يوم ولدتُ..
حَبْيبى..
أقدرٌ لبّيتُ؟
أم تَعْجّلٌ فى رحيلٍ و
وهَجْرتُ؟
،،،،،
حَبْيبى..
الحب فى الله لايصدأ..
ومن أحبّ كأوّل وآخر العاشقين.. أبداً.. لايموت حِسّه.. ومهما تجاوز مَدى حزنه!
أبداً..لا يصدأ.. لأنه بداية الحِكْمة
فهو حُبّ مَخافة الله..؟
ومن يَخْف الله فى حُبّه.. لايحرمه وإن منع فى دوام عطائه.. ومَنْحه..!
وحرمه من حَبْيبِ زمنه..!
،،،،،
حَبْيبى..
مَتْى تَمْتطى الأرْضُ صَهْوَةَ اللقاء..
فأنْتَ لى سَمْاء؟
حَبْيبى..
مَتْى يَرْحَلُ الغَيْم..
وتوقظ الحُلم المُشْتاق قُطَيْرَةُ ماء ؟
حَبْيبى..
مَتْى تفكُّ وِثاق أنْفَاسى..
وتتحرّرُ مِنْ أنْفَاسِكَ ضِلّ حَيْاء؟

حَبْيبى..
مُنْذُ نَويْتُ الرّحيل..
واخْتَفْى..
يخْتَفْى الضيْاء؟
حَبْيبى..
دونك ماعاد
ماعادَ لى بَقاء..!
*****

(إهداء
حَبْيبى..
ويُتمّ العام أربعه..!
أربعة أعوام فى حَيْا فقدك.. ولا أزل
لا أزل أحياك دهر أيّامى دنيانا..؟
يقول العالم أنّكَ رَحْلتَ.. ولكنّك هُنا
أنْت هُنا تحتلّ أفكارى.. وتسكن مشاعرى عذب أنهارى..
والدرب لم يزل لنا.. والضلّ يجمع جسداً واحداً لنا..
حَبْيبى..
يقول العالم أنّك رحلت.. ولكنّك هنا
ولازِلتِ هُنا.. ناضرة.. ناعمة فى روحى..
ربّما هناك موعدنا
لُقانا.. يوم يأذن الربّ لنا..؟ )
بقلم: أحمد الغرباوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق