السبت، 31 ديسمبر 2016

أنا لا أرى في النور بقلم الشاعر إبراهيم العمر

أنا لا أرى في النور
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا لا أشعر بنفسي إلا في مشوار ..
وأنت نهاية الدرب,
وكل خطواتي على الطرق التي تنتهي عندك,
أنا أمشي معصب العينين,
ولا أري في النور,
أنا أمشي على الرائحة والأثر
وأتلمس نفحات العطر
التي لا تأتي من الحبق والمنتور,
أنا أسير على همسات حبات الحصى على جوانب الطريق,
أنا أتوق الى المفاجأة والى الإنفعال والى حرارة اللقاء,
وكلما لاحت في خاطري ومضة أمل
كلما خطفتني عناكب الرعب والخوف
ونهشتني براثن القلق والريبة,
وكلما أرتجفت قدماي
وساح كياني
وتسمرت خطاي,
كأنني أتمزق من داخلي,
بين جاذبية لا تقاوم تأخذني إليك
وبين قوة خفية لئيمة تبعدني عنك,
لكن هناك شعور قوي,
هناك إحساس لا أتمكن من مقاومته
ولا من إبعاده عن ذهني وجوارحي
بأنني سوف أصل اليك,
سأصل الى هذا الكائن الساحر
الذي يسرقني من جسدي
ومن ثوبي
ومن ملابسي الداخلية الضيقة
ومن خفقات روحي
مع كل رمشة جفن
ومع كل غمضة عين,
يأخذني,
يجرجرني,
بخفة ورشاقة وسلاسة,
مثلما تترغرغ الدمعة على شاطئ النظر,
ومثلما تنجذب النحلة على ثغر الزهر,
ومثلما يرتعش الأنف أمام المسك والعنبر,
ومثلما تنساب في فصل الشتاء مياه النهر,
ومثلما تتهادى بين أوراق الشجر
همسات العشاق ..
ومثلما ينساب نور القمر ...

ــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق