الخميس، 29 ديسمبر 2016

.. الجمــــــــــاعـــــــــاتُ المنغلقـــــــــــةُ ... أ . نبيل محارب السويركي

.. الجمــــــــــاعـــــــــاتُ المنغلقـــــــــــةُ ...
 ... يعتبر التفكير الجامد من أكبر المعيقات في تطور المجتمع فتدخله في منعطفات حادة لا يستطيع الفكاك منها بين يوم وليلة ، ولا يتمتع أصحاب هذا الفكر بالأريحية وجاذبية الحوار مع سائر البشر في المجتمع ، ومرد ذلك للتربية الأسرية والاندماج في وسط جماعات متشددة وما تنشره من أفكار متطرفة لا تتجاوب مع متطلبات الحياة ، وربما يتقبلها الشباب بسهولة ويتأثرون بها لقلة تجربتهم في الحياة ولعدم درايتهم بالحياة ومتطلباتها الجديدة .
... وهنا يبدو منهج الوسطية قائماً وأكثر تجاوباً مع متطلبات الحياة العصرية بلا إفراط وتفريط (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (143) سورة البقرة . ولا نقلل من سياسة تحجيم تلك الجماعات التي تستخدمها تلك الدول في محاربة تلك الجماعات المنغلقة التي تقتل وتدمر مقدرات الوطن ، وتأكل الأخضر واليابس . فالأصل السماع لحجتهم ومناقشتها بصدر مفتوح وعدم اللجوء للعنف لإنصاف المظلوم في ظل تعددية حزبية وحوار وطني شامل مع كل أطراف النزاع يقرب وجهات النظر لمواجهة الفكر المتطرف والجماعات المنغلقة . والأحرى بتلك الجماعات أن تستوعب النقلة الحضارية ولا تجنح للعنف وجعله وسيلة للتغيير الاجتماعي . وتكمن كلمة الفصل في تداول الأفكار الايجابية البناءة البعيدة عن العنف في بناء صرح المجتمع المدني وأن الدين لله القهار وحده والوطن للجميع . وقد تعتقد فرقة من الجماعات المنغلقة علي ذاتها أنها تشكل نموذجاً يحتذي به لما ينبغي أن تكون عليه البشرية ... وتلك الطامة الكبرى ! . 
وجاء في مُعلقةِ ( زهير بن أبي سلمي ) :-
وَمنْ لَم يُصانِعُ في أُمورٍ كثيرةٍ ----- يُضرسْ بأنيابٍ ويُوطأُ بِمنسَمِ
ومَنْ يجعلِ المعروفَ من دونِ عرضِهِ ----- يفرهُ ومنْ لا يتقِ الشتمَ يُشتَمِ
ولكم تحياتي / أ . نبيل محارب السويركي – الخميس 29 / 12 / 

2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق