الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

قصيدة الشاعر المبدع خالد الباشق (( رياح الهجر )) بألم (( خالد الباشق ))

قصيدة الشاعر المبدع خالد الباشق
(( رياح الهجر )) بألم (( خالد الباشق ))
====================

الكُلُّ يَسْـــــــــــــأَلُني عَلَيك َ فَأكْذِب ُ
وَأَقولُ ما أَحْلى هَــــــــوانا الأَعْذَب ُ

وَأَظَلُّ اَلْهَــــــــــــجُ بِالمَوَدَّةِ وَالهَوى
وَكَأنَّني صَـــــبّ ٌ بِعِشْـــــقي مُعْجَب ُ

وَإذا رَجَعْتُ إلــــــــى الحَقيقَةِ إنَّني
دَومَا ً وَحَـــــــــــقُّ اللهِ مِنْك َ أُعَذّب ُ

تَبَّا ً لِهذا الهَجْرِ أَحْــــــــــرَقَ مُهْجَتي
جَعَلَ الدُّمـــــــوعَ بِلا هَوادَةَ تـُسْكَب ُ

وَالَأقْرَبونَ تـَضايَقوا مِــــــــن حالَتي
حَتّى ٱرْتَأوا هَجْري وَتـَرْكي أَنـْــــدِب ُ

مِنْ أَرْضِ سوريا لِغايـَــــــــــةِ غُرْفَتي
روحي بِآلافِ المَنـــــــــــــايا تـُسْلَب ُ

وَعَلى إفْتــراقِ الـــدَرْبِ ِخِلْتُكَ مازِحا ً
لَمّا رَحَلْتَ وَظَلَّ صَمْتي يـــــــــرْقُب ُ

فَحَمَلْتُ أَثْقـــــــــــــالَ الهُمومِ مُكابِداً
وَاللهِ حَتّى الصَّبْرَ مِنّي يَعْــــــــــجَب ُ

فَأَتَتْ ذِئابُ الحُــــــــزْنِ تَنْهَشُ مُقْلَتي
وَيَغورُ في عُمْقي بِهَجْـــــــرِك َ مَخْلَب ُ

فَطَوَيْتُ عُمْـــــــــــــري لا أُريدُ بَِقيَّتي
مِن دونِ حُبِّكَ كُلّ عُمْـــــــــــر ٍ يُْنهَب ُ

ذَهَبَ الثَّراءُ وَظَلَّ فُقْري هـــــــــــاهُنا
ما هَمَّني كُـــــــــــــلّ الذي قَدْ يَذْهَب ُ

إلّاك َ طَبْعاً لَو أَتَيت َ وَعــــــــدْت َ لي
فَجَميعُ أَفْراحي تَعــــــــــودُ وَتـُحْسَب ُ

يا طَعْــــــــــمَ فاكِهَةَ الرَّبيعِ وَعِطْرَها
إنّي ٱشْتَهيتُكَ وَالخَريفُ مُقَــــــــرّبُ

عِشْتُ التَّغَرُّبَ فيـــــــكَ حَيثُ تَرَكْتَني
عِنْدَ الحُدودِ وَكُـــــــــــلُّ كُلّي مُتْعَب ُ

حَقّاً رَأَيتُ المَـــــوتَ بَعْــــدَكَ شاخِصا ً
قُرْبي أراهُ وَمِـــــــــنْ فَمي يَتَقَرَّبُ

أشْتاقُ لُقْيــــــــــــانا (بعقر ملاذنا)
كانَتْ سَعــــــــــادَتُنا تَفيضُ وَتَجْذِبُ

ما كُنْتُ أنْسى سَحْرَ عَينِـــــــكَ هائلاً
وَالنّورُ مِنْ خَــــــــــدَّيكَ لا لا يُحْجَبُ

ما كُنْتُ أَنْســــــــــى المُلتقى وقفيرنا
ولنا التحــــــــــــاضن بالنواظر أطّيبُ

لكن ْريــــــــاحِ الهجرِ صرصرَ نفحها
وأتت بتفــــــــــــــــريقِ الأحبة تطلبُ

فتهدمَ الوصـــــــــــــــــــلُ الذي رممتهُ
وبــــه مـياه الصـــــــــــــدِ كمْ تتسرب ُ

هذا التبـــــــــــــــــاعدُ قاتل ٌ لا ينثني
وكــــــــــــأنَ روحي مِن وصالكَ ثيّب ُ

حــــزَ الفـــــــــؤادَ ولمْ يــدعني دونما
قهر ٌ أعاني فــــــــــــــي مداهُ وأصلب ُ

فمشتْ قـــوافلهُ أحـــــــــــــسُ بثقلها
فوقي وحـــــــادي العيس مني يَطربُ

لســــــــعَ التنائي راحتي وأضــــــــرها
إن التبـــــــــــــــــــــاعدَ للأحبة عقربُ

عطشي طـــويل ٌ من سيــرويني وكم
أفواهُ صــــــــــــدكَ من حنيني تشربُ

فتكحلَ الليلُ الثقـــــــــــــــيلُ بغربتي
وأنا بصبحِ الملتقى كــــــــــــــمْ أرغبُ

أطفالُ شـــــوقي في الضلوعِ حبستها
تشتاقُ وصـــــــــلكَ حيث كانت تلعبُ

قد صـــــــــــــرتُ بعدك مزعجاً متقلباً
مـِن أي شــــــــيء ٍ دائمـــا ً أتعــــصبُ

وأصيح كالمجنونِ في ســــوقِ الرؤى
وعلى التفــــــــــــاهةِ بالتعنــدِ أغضبُ

لا المـــــــــاءُ بعدكُ أستسيغُ شــــــرابهُ
وعـــــــــــــن الطعامِ بكلِ نوعٍ مضربُ

حتــــى المـــــــــــــــرايا لا أراها مثلما
كانت فقـــــــــد صارتْ بوجهي ترعبُ

ناءت سعـــــــــــــاداتي وما عادت تُرى
وبداخــــــــــــــلي كل السعادةِ تــغرب ُ

اليأس حــــــــــــــوّط َ أضلعي بشباكهِ
ماعــــــــاد لي من سهمِ هجركَ مهرب ُ

هذا فؤادك َ قـــــــد سعى فـــي مقتلي
وعلى المنابــرِ بالتفـــــــــــرقِ يخطب ُ

قولــــــــــــــــوا لهُ قولَ المتيمِ بالنوى
أنا من صــــــــــــدودكَ هكذا مستغرب ُ

هـــــــــــل تذكر الاشواقَ كيف رعيتها
وسقيتها من أدمعي لــــــــــــو يوجبُ

مــــــــات الهوى ووأدت َ طفل حنيننا
وعلى هـــــــــــــوانا كل حزن ٍ يـُكتب ُ

وحكاية الأشــــــــواقِ ضاعت وإنتهى
عشـــــــــــــق ٌ جميل ٌ شوقهُ يتصببُ

فإن أعترفتُ بذنب خـــــــوفي بالنوى
فهواكَ فــــــــــي قتلي و حرقي مذنب ُ

لا تقلقوا فالحـــــــــــبُ باقٍ في دمي
وأنا سأصــــــــــــرخُ بالفراق وأشجبُ

وأظل أحفظُ عهـــدنا فـــــــي أضلعي
ولغير قلبكَ خافــــــــــــــــقي لا يقربُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق