الخميس، 29 ديسمبر 2016

جنون مبرَّر،،،جهاد شاهين..

جنون مبرَّر
جنونُ قيسٍ فكم بالأمسِ أضحكني
والآنَ اسخرُ ممّن في الهوى عقلَ

يا ويحَ قلبي وقد غابت معذّبتي
أحسَستُ قلبي عن الشّريانِ قد فُصِلَ

قد هجّروها ولمْ أعثُر ْ لوجهتِها
وقد فقدّتُ الى لُقيائها السّبلَ

يا لوعةَ الهجرِ هل شيءٌ يماثِلُكِ
تذوّبي القلبَ لو من معدنٍ صُقِلَ

ما نفعُ عيني وقدْ غابتْ مفاتِنُكِ
فهل يهمُّ الّذي من بعدكِ حصلَ

قد باغتونيْ وثغريْ في علاقمِهِمْ
وقد تعوّدَ من لميائِها العسلَ

على الشّبابيكِ غُربانٌ وقد نعقتْ
وبُلبلُ الحيِّ عن شبّاكِنا أفلَ

لمّا رحلتِ ولم تُبقي خرائِطَكِ
لأستدلَّ على قلبي الّذي ارتحلَ

أنا ببحرٍ وقد ضيّعتُ بوصلتيْ
ومركبي تحتَ موجِ الهمِّ قدْ سُحِلَ

أنا شتاتٌ وإنَّ الهجرَ بعثرنيْ
فكيفَ أبدأُ في تجميعيَ العملَ

وزّعتُ كلّي على الأنحاءِ كاملةً
شرقاً وغرباً ويا أسفيْ فما اقْتبلَ

كلُّ المفارقِ قد باتتْ على شجنٍ
تُسائِلُ الصّبحَ عن ظبيٍ قد اكتحلَ

لن يُطفِئَ البحرُ بركاناً بهِ حمَمٌ
والموجُ فوقَ صخورِ الشّطِّ قد قُتِلَ

كلُّ الحشائشِ في أحشائيَ اشتعلَتْ
على السّرابِ الّذي منْ رحليَ خَجِلَ

عشقٌ بقلبيَ محبوسٌ ويحبسني
إنّي سجينُ سجينٍ باتَ معتقلَ

إنّي ثملتُ بلا كأسٍ ألوذُ بهِ
هل لي بحانةِ خمرٍ أمنعُ الثّملَ

تبقى القصائدُ يا هدباءُ باهتةً
فالشِّعرُ أجهضَ هولاً حُقَّ وامتثلَ

في حُرقَةِ الحرفِ نارٌ فوَّرَتْ قلمي
والحبرُ بالدمعِ تحتَ الرّيشةِ اغتسلَ

جهاد شاهين.. سوريا ..طرطوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق