الخميس، 25 يناير 2018

قُدَّاْسُ الْكَآبَة / معين شلبية

قُدَّاْسُ الْكَآبَة / معين شلبية
هَاْئِمٌ أُرْهِفُ الْخَطْوَ بَيْنَ السَّوَاْقِي وَالْحُقُوْل
أَصِلُ الْلَّيْلَةَ بِاْلنَّهَاْرِ، أَتْبَعُهَا فَوْقَ جِمَاْرِ الْقَهْرِ وَحِيْدَاً كَالنَّاْيَاْت
أَنْدُبُ حَظِّي فِيْ كُلِّ ضَوَاْحِي العَالَمِ وَالحَانَات.
بِيْ وَجَعُ الدُّرُوْبِ، لَهِيْفُ الاسْتِكَانَةِ لَاْ يَكِنُّ وَلَاْ يَلِيْن
وَبِيْ وَحْيُ الهُيَاْمِ عَلَى رِمَاْلِ الشَّطِّ أَكْتُبُهُ
يُحْدِسُ الإِشْرَاقَ فِي الأَشْوَاقِ فِي النَّبْرِ الْهَجِيْن
وَبِيْ فَوْحُ الْكَآبَةِ حِيْنَ تَحْبِسُنِي الشُّجُوْن
أَحْمِلُ مَا اسْتَطَعْتُ مِنَ الجَفَافِ العَاطِفِيِّ
لأُكْمِلَ هِجْرَةَ الْأَرْوَاحِ فِي الْأَجْسَادِ، لِمَا هَمَسَتْ أَنَاْيَ
مِنَ الهَوَاجِسِ والظُّنُوْن
وَبِيَ الهَشَاشَةُ أَفْرِدُهَا أَمَامَ النَّفْسِ والبَدَنِ
أُحِسُّ بِغَمْرَةِ الْأَحْلَامِ تَأْخُذُنِي
أَوْ ثِقَلِ الْخَوَاطِرِ كُلَّمَا قَبَسُ الرُّجُوْعِ عَلَى كِتَاْبِ النَّاْرِ يَحْمِلُنِي
وَبِيْ هَوَجُ الحَوَاْسِ عَلَى ضِفَاْفِ النَّهْرِ أَشْلَحُهَا
مَحفوفةً بِالبَوْحِ أَحياناً وأَحياناً يُغطِّيْهَا العَنان
وَبِيْ أَثَرُ الدُّمُوْعِ عَلَى انْحِبَاسِ الرُّوْحِ وَالْجِسْمِ
وَبِيْ شَبَقٌ يَلِحُّ عَلَى الْغِوَاْيَةِ، أَنْ لَيْسَ بالْإِمْكَاْنِ أَوْحْشُ مِمَّا كَاْن.
وَلِيْ "طَوْقُ الْقَصِيْدَةِ" فَوْقَ الْحَاْئِطِ الْمَحْفُوْظِ
مَمْحُوَّةٌ بالرَّمْزِ أَحْيَاْنَاً وَأَحْيَاْنَاً يُغَطِّيْهَا الهَتُوْن
وَلِيْ بَعْثٌ خُرَاْفِيٌّ، عَصِّيُّ الاسْتَحَالَةِ لَاْ يَهُوْن
وَتَيْمُ الْعَاْشِقِ الْصُّوْفِيِّ، يَشُبُّ كَصَعْقَةٍ فِي الْقَلْبِ تُوْصِبُنِي
وَنِهَاْيةُ الْحُزْنِ الَّتِي اقْتُلِعَتْ مِنَ الْمَأْسَاْةِ...
شُرْفَةُ النُّوْرِ الْإِلَهِيِّ، مُنْحَدَرُ الْكَلَاْمِ، بابُ السِّرِّ،
رَدْمُ الأَسَاطِيْرِ الْقَدِيْمَةِ، لَاْزَوَرْدُ الْبَحْرِ
باقاتٌ مِنَ الشَّوْكِ المُعَلَّبِ وَحَكُّ الْمَرَاْثِي الْمُشْتَهَى
لَا الْعَوْدَةُ ابْتَدَأَتْ لَاْ وَلَا النَّزْحُ انْتَهَى
لَا الرُّوْحُ بَاْقِيَةٌ لَاْ وَلَا الْجَسَدُ ارْتَوَى
أَمَّا أَنَا، فَلَمْ أَلِجِ الجَرِيْمَةَ والعِقَاب
وَلَمْ أَجِدْ شَكَّاً لِأَقْتَنِصَ الْفَضِيْلَةَ والثَّوَاْب!
أَلَمْ يَمْشِ الْمَسِيْحُ عَلَى البُحَيرَةِ ذَاْتَ شَوْقٍ
دُوْنَ شَكٍّ وارْتِيَاب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق