الأربعاء، 31 يناير 2018

(غبار المجهول )اميرة حمص آلاء هلال

(غبار المجهول )
قد طار ذاك الغبار
في مهب النسيان لا نسيان
على قارعات طرق مفترقة
تاه وتاه معه الزمان والمكان
تهت في وسطه
طار
طار معه لهفة السنين
لوعة العمر
طار الغبار ذاك مجهول الهوية
مجهول التعرف عليه
كسارق لم يعرف بعد عنه اي شيء
ذاك الغبار الذي قتلني غبار الحب
قاتلي هرب معه
لا قوة تجذب قاتلي
رسيت على الحدود
عاصية انتظر مروره
كشرطي حرس على نقطة تفتيش
ينتظر المجرم الهارب
ينتظره حتى الآبدية
دفنت حبنا بقبر القدر
الاحق اندفن عمداً
كم اشتهي فتح القبر
لانتشل جثمان الحب
احرقه حرقا
ليصبح رماد من دمار
فحم من حجر
ليحال به الحال لنثيرات رملية
تتطاير لأبعد مدى
سأضع الرماد في جرة
ارميه في المياه
كما يفعل الهنود للأموات
يذهب مع هبوب رياح الذكريات
اشعلت بقلبي هبات عاصفة حنينية
اعصار ذكراك
تحطم كل شيء داخلي
كمدينة تدمرت
باتت حجار
منكوبة
خالية من السكان
كمقبرة احتلتها الاشباح
كهف عميق
يتردد الصدى به
يتردد ليزداد الآلم أضعاف
كاهتزاز الصوت في الطبل
مابال
بال صدى الحنين الثرثار
لايهدأ ولايبكم
ضجرت منه
بت في نوبات صرع منه
مابال ضربات الشوق الصارخة
كضربات طبول في احتفال ضخم هائل
يشبه حفل استقبال الملك والملكة
مابال صورك تدور وتدور
كأنها في المتاهة
خطوط مغلقة
كشريط سينما متكرر
أصاب رآسي بصداع كالشقيقة
كم أنت أب قاسً
كيف هان عليك الرحيل
كيف هان عليك ان تترك ابنتك
تتركها بعد ماكنت تقول ابنتي انت
تركتني على ناصية الطريق
في ليلة كانونية
بلا مآوى
كم تشبه الشتاء بقسوته
بقسوة برده
تشبه تشرين
اتتوهم انت بنسيانك
يامن توهم اني انساه
لامن جذر جذوره في القلب صعب نسيانه
أن كثر الغياب ففي القلب جرس النذار يذكرني به
يامن توهم اني اعيش بسم حبه
بات يقتل نفسه بنفسه
من يبث الموت لحبه
سيعود اضعاف اضعافه له
يامن توهم اني انساه
مامن نسيان سينسيه ماشعر به
لابقوة جبروت والملائكة
لابعصا التي حال بها الحال لأفعى شرسة
متى لقى ليموت الحب بموتاه
كما يقولون لايقتل المرض إلا المرض نفسه
بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق