الأربعاء، 22 مايو 2019

أبِــــــــي ****بشير عبد الماجد بشير

أبِــــــــي
****
الحاج عبد الماجد بشير
انتقل الى الرفيق الأعلى في
22/مايو 1975 .
***
عـجَزَ الـشِّعْرُ يـا أبـي وجَفاني
وتَــنَـاءَى وقـد نـأيـتَ بَـيـاني

كـيفَ أبْـكيكَ بـالحُروفِ وقلبي
كُـلَّمـا قُـلـتُ يَـزْدَري أوْزانِـي

ما غَـنَاءُ الحُروفِ بـعدَكَ وَيلِي
من حُروفٍ تَمُوتُ تحتَ لِساني

يـا أبي .. مَنْ يَعيشُ مثلَ حَياةٍ
عِـشْتًها أنـتَ خَـالدٌ غـيرُ فاني

مـا يَـرومُ الفناءُ مِنْ صَرحِ مجْدٍ
ثـابـتِ الأصـل سـامقِ الـبُنْيانِ

مـا يـرومُ الـفناءُ مِـنْ طيبِ ذِكرٍ
بـارِزِ الـنَّقْشِ فـي جبينِ الزَّمان

يـا أبي عِشْتَ في الحياة نَقِـيَّاً
وتَــقـيَّـاً وصـادِقَ الإيــمـان

عِـشْتَ عَـبْدَاً لِـماجِدٍ كـان بَـرَّاً
وحَـفِـيَّـاً بـعبْـدِهِ الـمُـتَـفـاني

ثُــمَّ لَـبـيـتَ إذْ دعـاكَ مُـجـيبَاً
يَـومَ فَارَقْتَ كـونَنا فـي ثَواني

مُـطمَئِنَّ الـفؤَادِ يـحْدوكَ شوقٌ
لِـلِقـاءِ الـمُـهَـيْـمِنِ الـرَّحْـمـنِ

حـيثُ يـجزيكَ عن حياتكَ خيراً
وجزاءُ الإحْـسـان بـالإحـسانِ

حـيثُ تلقى النَّبيَّ يَـفْتَرُّ ثَـغْرَاً
وهْـوَ يلقاكَ فـي رِياضِ الجِنانِ

ثُـمَّ تدنُو ومَـقعَدُ الصِّدقِ يَـبدُو
وتُـنَاجِي وتِلكَ أحْـلى الأَمَاني

لستُ باكٍ عليكَ من هَولِ يومٍ
منـهُ شـابـتْ مَـفَارقُ الولْدانِ

إنَّـما لـو بَـكيْتُ أبكي حَـبِيباً
صـافيَ الحُبِّ قلبُهُ قد رَعاني

يـا أبي إنْ بَكيتُ أبكي رحيماً
قد حَبَاني بـعطفِهِ واحْـتَواني

يـأ أبي إنْ بكيتُ أبكي نصيحَاً
يَـبْذُلُ النُّصْحَ في عظيم حنانِ

يـا أبي مَنْ يُجيبُني حِين أدْعو
يـا أبي .. ومَـنْ يقولُ دَعَاني

كنتَ حِصْني وكنتَ تَدفعُ عنِّي
يـا مُعِيني إذا الزَّمان دَهِاني

ثُـمَّ أصْـبَحتُ في العَراءِ وحيداً
غـابَ ظِـلِّي وزُلْـزلـتْ أركاني

مَـرَّ طَـعْمُ الـحياةُ بـعدكَ عندي
وروتني مـنَ الأسـى أَحْـزانِي

لـم تَـمتْ أنـتَ يا حَياتي ولكنْ
سَـدَّدَ الموتُ سَهْمَهُ ورَماني .

***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( مع الأحبابِ الرَّاحلين )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق