الجمعة، 24 مايو 2019

ضوء العقل،،،،،،، بقلم الشاعر صاحب الغرابي.

ضوء العقل
صاحب الغرابي...العراق
عند مكان ماوراء الصَّخب
شَّوارع مضاءة
تفاصيل مدهشة
تحت أنوار المساء الأخير
أرخت السماء زمام المطر
عندما يكون المرء في ترحال عبر الدروب
نوافذ معتمة
عبر الأجزاء المجهولة من الطريق
تأريخ يئنّ من عواء الذئاب...
جميع الدروب، دروب الكلمات ،ودروب الأشياء الأخرى
تمر من تلك المدينة
في سككٍ ضيقة
ظلمة غليظة
كوفة الجند*
حركات المد والجزر
اتجاهات مختلفة للريح
إنَّ خلف اللَّيل هذا هزيعاً آخر!**
عندما تتفاوت الضمائر
يجوز الذي لايجوز؟
مازالت ضمائر من سليلي الشيطان مستترة
الذي أورث أبناءه كل آسن
يدٌ جذَّاء***
صاحبها أشهر من أنْ يجهل
وهو قالع ذلك الباب
وهكذا كان يدكُّ صروح البغضاء
مغاليق تلك الحصون
وهي على كفّه أخفّ من ريشة على جنح طير!
ضوء العقل
من طينة العظماء
تردّد ذكره في الخافقين****
سارت به الركبان
ثمَّ ماذا؟
لّقد كَانَ من ينابيع بعيدة القرار
نهر البلاغة
عقد جامع لفرائد حِكَم ذلك البحر العباب
سجلَّ ظهور الغلبة وخلود الذكر
ليس بينه وبين الموت إلا غشاءً رقيقٌّ
ومسافة قصيرة!!
لقد أزفَت ساعة الرحيل*****
أضحت غمرةأسى عميق
جرح بعيد الغور
سدول من الدمع خلف السنة من لهب القلب
تفجّع
واثُّكلاه******
في قارورة الذكرى
لون حبر قرمزي
أرتحل والصلاة بين شفتيه
ثلمةُّ لأترابٍ
صبغت معبد الفجر
فلق الصبح
فما عساه أن يفعل ضوء العقل
ليصلح ما افسده عماء الجهل
المياه ملوَّثة من رأس النبع.!!!

.....................................................................
*:اسم أطلقه الخليفة الثاني على الكوفة.
**الهَزَعُ : الاضطراب والاهتزاز.
***جذاء من الأيدي المقطوعة .
****الخافقان : أفق المشرق وأفق المغرب ؛ لأن اللَّيل والنَّهار يخفقان فيهما.
*****أَزِفَ الوَقْتُ : حَانَ ، قَرُبَ .
******الثكل:فقد الحبيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق