الاثنين، 27 مايو 2019

غريبة أنا.،،،،،،،،،بقلم المبدعة فادية حسون

غريبة أنا.. لا أدري إن كان يحق لي أن أتغافل عن حجم إغترابي.. إلى خارج أسوار وطني الحبيب آوي .. تعركني رحى الغربة فأتناثر وليس إلى لملمة شعثي من سبيل .. هجرت بيتي وأحبتي وأشجار الصنوبر والتفاح ورائحة الأقاح... تركت أعشاش العصافير المنشأة فوق شجرة السرو التي لاتزال تنتصب امام منزلي بشموخ..
هنا... الوجوه غريبة.. والقلوب فقدت فن التآلف.. وقلبي يعتصر ألما ... يبحث عبثا عن كسرة إطمئنان.. أخبار الموت والدمار تنتهك مساحات الأمان.. فأضيق ذرعا بابجديتي المتلعثمة في حضرة النقائض.. أتوق مخلصة للارتماء على صدر أمي الغائبة.. أود لو أبثها تنهدات قلبي المرهق.. أتوووق إلى لمسة يدها تربّت على كتفي.. علّها تجتث بعض حزني..
يحاولون منعي من ارتداء عباءة حزني رأفة بنفسي.. لكن العباءة هي التي ترتديني.. والحزن ينتعلني ويسافر بي إلى ماوراء الشريط الحدودي الشائك.. الذي تنغرس أشواكه في كل تفاصيلي.. بات الأسى منهجي.. يخونني الفرح عند كل محطة... تقتلني قتامة المشهد.. احاول ان أروّض حروفي على انغام الفرح.. لكنه موؤووود في نفس لحظة ولادته.. نعم موؤود.. فبأي ذنب تقتل الغربة فرحي ؟؟!!
أحاول إبعاد صور نعوش الاحبة عن مخيلتي.. لكنها تصر بكل عنجهية على تغطية كل المساحات..
غريبة انا.. وسأظل ... مادام هناك صراخ طفل يئن يتما.. ومادامت هناك ثكلى أعتنقت البكاء على فراق فلذة كبدها.. موجوعة أنا بحجم الدمار.. بحجم الرحيل.. بحجم وعورة طرقات الفرح...
مساؤكم فرح لا يعقبه حزن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق