مطارق في رأسي
في غرفتي المظلمة مستلقية على السرير منذ الأمس أعاني صداعاً، مابرح يفتت جمجمتي دون أن يكلّ.
وها قد انبثق الفجر بدون شمس ،كالح كأفكاري،صاخب بأصوات الطائرات التي ما فتأت تصب حممها في بؤر التوتر الدائرة في بلادي .
،شعور بالألم لايفارقني ،الموت يفرد خيمته ولايغادر، وهذا الضجيج الصباحي يؤكد أن رحلتنا في قطار الموت مازالت طويلة ومحطة الفرج مازالت بعيدة .
أصوات العويل للثكالى لا يبارح مخيلتي،ونزيف لمواردنا البشرية لايتوقف،وأرضنا أصبحت ملاذاً للإرهاب تحت مسميات شتى.
لو أستطيع أن أغفو قليلا لو يزول هذا الصداع عني.
"ماذا لو كان كل ماجرى كابوس ، وإن شمسنا مشرقة؟.و أنا أهلوس من الحرارة؟! "
،حقنة الديكلون تأثرت بالحرب والغلاء،وفقدت جودتها وتأثيرها .
دقائق معدودة كانت تسلمني للنوم والاسترخاء يوما كاملا،احس بعدها بفراغ في رأسي وجسمي يتبرأ مني ،يخاصمني ويعلن العصيان.
الآن مابالها أَفقدتْ تأثيرها أم جسدي أغلق دونها الأبواب،بعد أن اعتادها،وأدمنها لكثرة الاستخدام.
" نصحني الطبيب بالابتعاد عن الضجيج ،والأنوار المبهرة، عن الحزن ،عن العصبية ،وعن الأكل الحار والأجبان والمقالي .
ضحكت منه وقلت له ياحكيم وكيف لي بذلك؟!.
ألا ترى أن نصائحك تعجيزية؟!
كأنك تقول لي اعتزلي الحياة وهل الحياة سوى الذي تفضلت به؟!"
كيف لا أغضب ؟! ومن يسمع أخبار التلفاز لايكفيه غضب إنما تصيبه جلطة قد تودي بحياته،أو تشلّه.
كيف لا أزعل والسواد يجلل شوارعنا ومدننا أصبحت مقابرا و أطلالا.
من يوقف الضجيج في السماء ،إنه مطارق تدق في رأسي .
"وطني ما بي جزء من وجعك الكبير ،جزء من حزنك ،من غياب نورك، من عصبية وحماقة لبعض من فيك، لجبن في قول الحقيقة ، لإختلاط الرؤى، عند بسطاءك ،لإستخدامنا في حرب الدول دريئة."
إنّي أهزي انصهرت الأفكار في بوتقة رأسي ، أريد أن أطفئ هذا الضجيج،أن أسكت هذا الصهيل، أريد أن أنام ،أنام دون ألم لو دقيقة.
أصوات ،أصوات يختلط الحابل بالنابل ،أبواق سيارات ،صياح أطفال، ضجيح محركات ،بكاء ،تلاوة قرآن، يرتقى النبض من الاوردة إلى الدماغ،
يعلو صوت النبض في رأسي، لا أصوات تضاهيه،تضاءل جسدي وانكمش وأصبحت راسا فقط، ثقيلا يرتجّ ،عند كل حركة ،وأنا افقد التحمل .
" تعود الطائرات،ترى ماذا فعلت، أين ضربت ، تخيلوا حجم القتلى من بداية الحرب لو وضعوا فوق بعضهم بعضاً لصنعوا جبلا ، ندخل به موسوعة غنس للأرقام للقياسية ،معْلمٌ من معالم جهالتنا
فلتبصق في وجهنا الأجيال، وتقول ماذا فعلتم لأجلنا ؟ ماذا صنعتم بوطننا؟ ماذا تركتم لنا ؟
صحيح ماذا تركنا لهم؟
أحقاداً؟بغضاء؟وطن محطم
لما أدخلناهم هذا النفق ،لا :هم دخلوا ،لا :الغرب أدخلنا ،لا :الجهل أدخلنا " .
أشباح وصور تتراكض في رأسي .
رأسي؟ أنا لا أرَ من أنتم؟! أين أنا ؟
في غرفتي المظلمة مستلقية على السرير منذ الأمس أعاني صداعاً، مابرح يفتت جمجمتي دون أن يكلّ.
وها قد انبثق الفجر بدون شمس ،كالح كأفكاري،صاخب بأصوات الطائرات التي ما فتأت تصب حممها في بؤر التوتر الدائرة في بلادي .
،شعور بالألم لايفارقني ،الموت يفرد خيمته ولايغادر، وهذا الضجيج الصباحي يؤكد أن رحلتنا في قطار الموت مازالت طويلة ومحطة الفرج مازالت بعيدة .
أصوات العويل للثكالى لا يبارح مخيلتي،ونزيف لمواردنا البشرية لايتوقف،وأرضنا أصبحت ملاذاً للإرهاب تحت مسميات شتى.
لو أستطيع أن أغفو قليلا لو يزول هذا الصداع عني.
"ماذا لو كان كل ماجرى كابوس ، وإن شمسنا مشرقة؟.و أنا أهلوس من الحرارة؟! "
،حقنة الديكلون تأثرت بالحرب والغلاء،وفقدت جودتها وتأثيرها .
دقائق معدودة كانت تسلمني للنوم والاسترخاء يوما كاملا،احس بعدها بفراغ في رأسي وجسمي يتبرأ مني ،يخاصمني ويعلن العصيان.
الآن مابالها أَفقدتْ تأثيرها أم جسدي أغلق دونها الأبواب،بعد أن اعتادها،وأدمنها لكثرة الاستخدام.
" نصحني الطبيب بالابتعاد عن الضجيج ،والأنوار المبهرة، عن الحزن ،عن العصبية ،وعن الأكل الحار والأجبان والمقالي .
ضحكت منه وقلت له ياحكيم وكيف لي بذلك؟!.
ألا ترى أن نصائحك تعجيزية؟!
كأنك تقول لي اعتزلي الحياة وهل الحياة سوى الذي تفضلت به؟!"
كيف لا أغضب ؟! ومن يسمع أخبار التلفاز لايكفيه غضب إنما تصيبه جلطة قد تودي بحياته،أو تشلّه.
كيف لا أزعل والسواد يجلل شوارعنا ومدننا أصبحت مقابرا و أطلالا.
من يوقف الضجيج في السماء ،إنه مطارق تدق في رأسي .
"وطني ما بي جزء من وجعك الكبير ،جزء من حزنك ،من غياب نورك، من عصبية وحماقة لبعض من فيك، لجبن في قول الحقيقة ، لإختلاط الرؤى، عند بسطاءك ،لإستخدامنا في حرب الدول دريئة."
إنّي أهزي انصهرت الأفكار في بوتقة رأسي ، أريد أن أطفئ هذا الضجيج،أن أسكت هذا الصهيل، أريد أن أنام ،أنام دون ألم لو دقيقة.
أصوات ،أصوات يختلط الحابل بالنابل ،أبواق سيارات ،صياح أطفال، ضجيح محركات ،بكاء ،تلاوة قرآن، يرتقى النبض من الاوردة إلى الدماغ،
يعلو صوت النبض في رأسي، لا أصوات تضاهيه،تضاءل جسدي وانكمش وأصبحت راسا فقط، ثقيلا يرتجّ ،عند كل حركة ،وأنا افقد التحمل .
" تعود الطائرات،ترى ماذا فعلت، أين ضربت ، تخيلوا حجم القتلى من بداية الحرب لو وضعوا فوق بعضهم بعضاً لصنعوا جبلا ، ندخل به موسوعة غنس للأرقام للقياسية ،معْلمٌ من معالم جهالتنا
فلتبصق في وجهنا الأجيال، وتقول ماذا فعلتم لأجلنا ؟ ماذا صنعتم بوطننا؟ ماذا تركتم لنا ؟
صحيح ماذا تركنا لهم؟
أحقاداً؟بغضاء؟وطن محطم
لما أدخلناهم هذا النفق ،لا :هم دخلوا ،لا :الغرب أدخلنا ،لا :الجهل أدخلنا " .
أشباح وصور تتراكض في رأسي .
رأسي؟ أنا لا أرَ من أنتم؟! أين أنا ؟
"حقنة أخرى وتغفو"
فريزة سلمان
فريزة سلمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق