الاثنين، 27 نوفمبر 2017

مُحَامي الشَّعب -،،،،الشاعر حاتم جوعيه

مُحَامي الشَّعب -
[ في رثاء الصديق والأخ والمحامي الكبير الاستاذ سليمان الياس سليمان ( ابو عصام ) في الذكرى السنوية على وفاتة - أصله من قرية "الرامة " الجليلية..قرية الشاعر الكبير المرحوم سميح القاسم وقد سكن في مدينة حيفا فترة طويلة [ (شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )

يا رفيقي نحو السُّهَى والمَعالي خُضْتَ طولَ السنينَ دربَ النّضالِ
وَلِدَمْعِ الضّعافِ مِنْ اجلِ حَقِّ كم طويتَ الدُّنَى بحربٍ سجالِ
مَعْلَمًا كنتَ في طريقِ كفاحِ... يا ابِيَّا قد ضَمَّ اسْمَى الخصالِ
قُدوةٌ انتَ للمحامينَ تبقى للطريقِ القويمِ خيرَ مثالِ..
أنت أستاذي مرشدي ومناري في خِضَمِّ الحياةِ نحوَ الكمال ِ
ويراعٍ كرَّسْتهُ للهدى وال النورِ .. دوماً يشعُ مثلَ اللالي
بكتاباتٍ جسًّدْتَ وضعنا ...عا لجتَ فيها ما كان من إهمالِ ِ
وحديثٍ ينسابُ شدوَ كنارٍ هو زادُ النفوسِ دونَ ملالِ ِ
كم قضايا كسبتها بكفاحٍ وحقوقٍ ارجعتَ رغم المحال خضتَ دربَ الحياةٍ...في كل عزمٍ لا تبالي لنائياتِ الياليِ
وقطعتَ السنينَ كداًّ وجهداً أنت لم تحفل بالضنى والكلالِ
كم فقيرٍ وبائسٍ وحزينٍ فيهِ انعشتَ الروحَ بعدَ الذّبالِ
كلُ مظلومٍ أنتَ سانَدتَهُ ، لا تتوانى عن حقِّ ذات الحجالِ
انتَ ركنُ الضعافِ ثم المساكي نَ.. وعنهم بدَّدْتَ من اهوالِ
وقضايا التأمين أنت لقد كن تَ لها خيرَ ذائِدٍ في النزالِ
إن معنى الاباءِ فيكَ تجلَّى قيمٌ قد فاقتْ حدودَ الخيالِ
وكلامٍ كالدر عذبٍ جميلٍ قولُكَ الفصلُ فاقَ كلَّ مقالِ
أنت للعلم شعلةٌ من ضياءٍ فيك تعلو الصروحُ دون اختلال
كنت شيخَ المحامين من دو نِ مِراءٍ اُلبِسْتَ ثوبَ الجلالِ
ومنارَ الاجيال نهجاً وفكرًا فيك ما قد نرجوهُ من آمالِ
وخبرتَ الحياةَ طولا وعرضا ووزنتَ الامورَ أحسنَ حالِ
كنت تمحَو عن فكرنا كلَّ حزنٍ وتُلَبِّي في لحقِّ كلَّ سؤالِ
للمدى استاذ ُ المحامينَ تبقى لا تجارَى في القولِ ثم الفعالِ
ولاجل المبادىءِ الذدتَ عنها قد بذلتَ النفيسَ من كل غالِ
قيمٌ قد حاربتَ من اجلها دوماً طوالَ السنين دونَ اختزالِ
وانرتَ الطريقَ في كل خطبٍ أنتَ حطمتَ سائرَ الاقفالِ
وزرعتَ البذارَ في ارضِ شوكٍ كان خصباً قد فاقَ كل غلالِ
كنت في صالات المحاكم رِئبا لاً جسوراً... بوركتَ من رئبالِ
انت لم تغركَ الوظائفُ حتى منصبَ القاضي عُفتَ بعد نوالِ
وتعلمنا منك كلَّ اباءٍ... كيف نبغي الصعودَ نحو الأعالي
إنها الدنيا في ثيابِ رياءٍ زيفها يغرينا بكل ماَلِ
أنت عاركتها صغيراً وكهلاً وعجمتَ الايامَ في استبسالِ
كنت لحناً مدى الحياة جميلاً يتهادى باليُمنِ والإقبالِ
طلعةَ الفجرِ في محيَّاك نلقى ونشيدَ الخلودِ في استرسالِ
أنت صوتُ الضميرِ في زمنٍ قد عزَّ فيهِ صوتُ الضميرِ المثالي
أيٌّ مجدٍ ومن سناكَ تجلّى لم يعانق ثغرَ الظبى والعوالي
أنت روح التجديدِ في الفكر والإبْ داعِ...والغيرُ ظلَّ في ا لأسمالِ
قد عشقتَ الفنونَ من كل لونٍ وتذوَّقتَ الشعر دونَ ابتذالِ
إن شعري أحببتَهُ بهيامٍ وهو يختالُ في ثيابِ الجمالِ
فسلكتُ الجديدَ فحوًى وفنٌّا وتركتُ الرديئَ... بلْ كلَّ بالِ
وأخذتُ العروضَ ثوباً مُوَشًّى ليضمَّ الجمالَ كلَّ مجالِ
نحنُ عصرُ التصنيعِ والتيكنلوجيا ليسُ يجدي الوقوفُ بالأطلالِ
أنت استاذي في انطلاقٍ وفكرٍ عنكَ فكري هيهاتَ يوماً بسالِ
إنه الموتُ غادرٌ وغشومٌ هزَّنا الموتُ بعدَ راحةِ بالِ
ما لمخلوقٍ أن يردَّ المنايا فمصيرُ الأحياءِ نحوَ الزوالِ
لو بإمكاننا... بذلنا جميعاً كلَّ ما قتني منَ الأموالِ
قطفَ الموتُ كلَّ زهرةَ روضٍ لم يُفَرِّقْ بينَ عمٍّ وخالِ
إن ايدي المَنونِ لا تتوانى أخذتْ نبعَ الفكر ِ خيرَ ا لرجالِ
يا صديقي أبا عصامٍ وداعاً بدموعٍ جرت كنبعٍ زلالِ
قد فقدناكَ في شموخِ عطاءٍ فانطوَى سفرُ العمرِ قبلَ اكتمالِ
قد فقدنا بفقدِكَ النورَ والإشْ راقَ والعيشَ الحلوَ.. بعد انذهالِ
وتركتَ الأصحابَ في ثوبِ حزنٍ ومُحِبُّوك فوجِئوا بارتحالِ
كلَّ حزنٍ يبيدُ يوما وذِكرا كَ ستبقى مدى الدهورِ الطوالِ
أنتَ حيٌّ في كلِّ خفقةِ نبضٍ أنتَ فينا رغمَ الخطوبِ الثقالِ
لم تمت لا... ذكراك دوماً ستبقى خالدٌ انتَ في جميلِ الفعالِ
كنتَ نهرًا في العطاء غزيراً كم سقينا من مائِهِ السَّلْسَالِ
وكنوزٍ تركتَ من كلِّ لونٍ للمدى ... بالإبداعِ والاعمالِ
فإلى جنَّةِ الخلودِ انتقالاً مع جميعِ الأبرارِ في الأحمالِ
أيها الراحلُ المقيمُ سلامٌ قد تركتَ الأحبابَ في بلبالِ
أنت في فردوسِ الجنانِ خلوداً والدُّنَى ما زالتْ في قيل ٍ وقالِ
لن أقولَ الوداعَ...بل انتَ حيٌّ مع جميعِ الأحرارِ والأقيالِ
خالدٌ أنت في اريج دياري خالد للمدى خلود الجبالِ
وستبقى طولَ الزمانِ مناراً في بلادي وقبلةَ الأجيالِ


( شعر: حاتم جوعيه - قرية المغار - للجليل )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق