الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

رِحْــــلةٌ في حيــــاةِ الــــــرسولِ،،،شعر / حمودة سعيد محمود

رِحْــــلةٌ في حيــــاةِ الــــــرسولِ
**************************

في يومِ عيدِ محمدٍ
البدرُ جاءَ يزاحمُ
والليلُ بدَّدَ ظلمَهُ
والكونُ – سهوًا - نائمُ
ما عادَ يُوجدُ عندهُ
إلا الغلامُ الباسمُ
***
حملتْهُ آمنةٌ بها
فرحٌ حوتْهُ معالمُ
فغدتْ تقولُ لجدِّهِ
هلَّتْ عليكَ نسائمُ
مُذْ أنْ أتاكَ محمدٌ
البدرُ جاءَ يزاحمُ
***
الجدُّ قالَ لأمِهِ
ستظلُّ عيني تلثمُ
منْ ذا يُطمْئِنُ مهجتي ؟
إنْ جال أمرٌ حاتمٌ
يا بنتَ وهبٍ نسلكم
بينَ الأنامِ يُكرَّمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فإذا بآمنةٍ وقد
ذهبتْ إليهِ تنمتمُ
ترتاحُ من نظراتِهِ
ومحمدٌ يتبسَّمُ
***
رضيتْ حليمةُ أنَّها
ترعى الغلامَ وتخْدِمُ
فغدتْ تقولُ لجدِّهِ
والقولُ فيهِ تحكُّمُ
سيكونُ شأنُ محمدٍ
شأنَ الذين تكلموا
***
ركبتْ حليمةُ خلْفَهُ
وحمارها يتهدمُ
فإذا به بين الحمير
جميعها يتقدمُ
وإذا الحميرُ جميعها
من خلفه تتصادمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فبدتْ تشدُّ بعزمِهِ
للحقِ وهْوَ يداهمُ
ماذا سيفعلُ وحدَهُ ؟
والظلمُ طاغٍ جاثمُ
***
ذهبَ الرسولُ لعمهِ
كم كبَّلتْهُ شكائمُ
يا عمُّ إني جئتُكم
والأمرُ بينكَ قائمُ
إن كنتَ تقبلُ خدمتي
ستزاحُ عنكَ طلاسمُ
***
العمُّ طالَ سُهاده
فكأنما هوَ صائمُ
ماذا يقولُ لأحمد ؟
وهو الأمينُ الكاتمُ
منَّاهُ بينَ منازلٍ
يحتارُ فيها الناظمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فإذا قريشٌ كلُّها
ذهبتْ إليهِ تساومُ
وإذا محمدُ بينهم
من فعلِهم يتهكمُ
***
يا للحقيقةِ إنَّها
شيءٌ مملٌ معتمُ
قد راحَ أحمدُ عندَها
فإذا بها تتلاءمُ
ماذا سيفعلُ وحدَهُ ؟
بينَ الذين تحتموا
***
العمُّ قالَ مقولةً
فيها الشفاءُ الصارمُ
هذا الأمينُ لهديكم
إنِّي بهِ لمتيمُ
من ذا سيمسِكُ ظفرَهُ
سيجيءُ يومًا يندمُ
***
قال الحبيبُ لعمِهِ
قلبي لفعلِكَ هائمُ
آمنْ بربِكَ إنَّهُ
هو في الجنان الأكرمُ
يا عمُّ وانطقْ قولتي
فعلامَ قلبُكَ آثمُ ؟
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فالعمُّ ماتَ كجدِّهِ
وغدا الرسولُ يتمتمُ
ماذا سيفعلُ وحدَهُ ؟
وأمورُهُ تتفاقمُ
***
هتفَ المنادي بينَهم
هذا بيانٌ فاصمُ
قوموا إليهِ لتقتلوهُ
على الفراشِ وتغْنموا
فإذا عليٌّ وحدَهُ
فوقَ السريرِ ملثَّمُ
***
نادى الإلهُ لعبدِهِ
يا عبدُ أنتَ الضرغم
أهجرْ فراشَكَ واصطحبْ
من ذا إليكَ يلازمُ
إنِّي بوصلِكَ حافظٌ
يا أيها المتألمُ
صدعَ الرسولُ لأمرِهِ
واختارَ من ذا يلْزمُ
يكفيهِ أنَّ صديقَهُ
للخيرِ دومًا يقْدِمُ
يكفيهِ بكرٌ أنَّهُ
نعمَ الصديقُ الفاهمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ مكارمُ
فإذا سراقةُ خلْفَهُ
بحصانِهِ يتعاظمُ
ما راعَهُ إلا الرسولُ
لفعلِهِ يتبرمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ مكارمُ
فإذا سراقة خلْفَهُ
بينَ الحصانِ يلملمُ
ماذا أصابَهُ حتَّما ؟
ينوي الرجوعَ ويحجمُ
***
سلكَ الرسولُ طريقَهُ
والليلُ قبرٌ مظلمُ
يا فرحةً لاحتْ بوجهِ
محمدٍ تترسمُ
قد فرَّ من أيدي العِدَا
من غيرِ أنْ يتلاحموا
لولا رعايةُ ربِهِ
لقضتْ عليهِ ضراغمُ

ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فإذا قريشٌ قد أتتْ
خلفَ الرسولِ تشممُ
ساقوا العيونَ أمامَهم
وسيوفُهم تتلاطمُ
حتى إذا وصلوا إلى
غارٍ لثورٍ أحجموا
وإذا ببكرٍ ماكثٍ
بينَ الرسولِ يغمغمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فإذا ببكرٍ عندَهُ
بينَ الشقوقِ يبرطمُ
ما راعَهُ غيرُ الصليلِ
بجسمِهِ يتضخمُ
***
نادى الصديقُ صديقهُ
وفؤادُهُ يتأزمُ
إنِّي بليتُ بحيَّةٍ
في الشقِ جاءتْ تهجمُ
فخشيتُ أوقظُ شخصَكم
وتركتُ جرحىَ يورمُ
إنَّ المصائبَ ما لها
إلا القرارُ الفاصمُ
يكفيكَ أنكَ مؤمنٌ
ومعلمٌ وملازمُ

ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فإذا ببكرٍ صحْبِهِ
في حِضْنِهِ يتألمُ
وإذا النبيُّ بسرعةٍ
بينَ الجروحِ يبلسمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
لم تمضِ ثانيةٌ عليهِ
وإذا به يتكلمُ
ماذا جَرَى ؟ يا هلْ تُرَى ؟
ما عادَ جُرْحي يؤلمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ غمائمُ
فإذا قريشٌ كلُّها
بينَ الخلائقِ تلطمُ
ما ضرُّهم ... لو أنَّهم
لموا العنادَ وأسلموا
ما بالُ جهلٍ قد غدا
بينَ الخليقةِ أبلمُ
ما بالُ فيهِ ساكنٌ
يحتاشُ فيهِ البلغمُ
***
ما طالَ وقتُ محمدٍ
حتَّى أتتْهُ مكارمُ
فإذا قريشٌ كلُّها
راحتْ إليهِ ترنمُ
هذا النبيُّ محمدٌ
هذا النبيُّ المنعمُ
هذا الذي دانتْ إليهِ
قياصرٌ وأعاجمُ
يا ربِّ فارضِ محمدا
ما دمتَ أنتَ الراحمُ
يا ربِّ واقبلْ توبتي
إنِّي إليكَ لنادمُ

---------------------------
شعر / حمودة سعيد محمود
الشهير بحمودة المطيرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق