الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

-- تعانق لوعتي ----------عبد العزيز بشارات/أبو بكر/فلسطين

-------------- تعانق لوعتي ------------------------
مساءُ الروح ِ تخضَلُّ الرِّحابُ ...... لعَودَتِهِم وقد طالَ الغيابُ
فقلتُ: ألا بِحقِّ الله عودوا ........... كَفى بُعداً به اشتدَّ العذابُ
إذا مَرضَت أذوبُ لها اشتِياقاً .........تُواسيني المآذنُ والقبابُ
ألا يا لائمي في الشَّوقِ عُذراً ........ لقد بَلِيَت مَع البُعدِ الثيابُ
تُداعِبُني إذا ما كِدتُ أغفو.........وفي الأَحلامِ كَم يحلو الإيابُ
ونارُ البعد ِإن هبّت ضِراماً ........لها أهلُ الهوى دوماً حرابُ
كتبتُ لها الرَّوائِعَ من حُروفي.ونبضُ الحَرفِ مِن وَجدٍ مُصابُ
هي الأملُ الذي ما غاب عني ...ولَو فوقَ الجبينِ هوى التُّرابُ
يضيقُ المرءُ بالبُعد اكتِئاباً ........ لَهُ عِندَ النّوى ضِرسٌ ونابُ
رأيتُ وَقد تناثَرَ مِفرَقَاها . ... ....على نَهر الهوى سِحراً يُذابُ
وأقرأُ في عيون الناسِ سِراً .........وإن كتَموا سيَكشِفُهُ النّقابُ
أُعاتِبُ مَن أتي أو مرّ عَنها...... وقد يأتي على الحُزنِ العتابُ
تَبثُّ الشَّوقَ رَقراقاً بليلٍ .............ودمعَ الخدِّ يستُرُهُ الحجابُ
ومَن مثلي إذا رَحَلت وبانت ....... تداهمُه الضواري والذئابُ
لها الأبوابُ مُشرعةٌ بِقلبي ........... مغلَّقةً إذا اكتَمَلَ النِّصابُ
تُعانقُ لوعَتي رُغم التّجافي ......... وخوفي من تَدانيها عذابُ
إذا ارتحَلَت لها في القلبِ وَجدٌ .... أو أقتربت فمِن قُربٍ أهابُ
وأشرَبُ لوعةَ الأحزانِ طيناً ......فَيَصفو رغم كُدرَته الشَّرابُ
تُناديني لِأَسمَعَ ذِكرياتي ............ تُردّدُها المفاوزُ والهضاب
عليها حِلةٌ بالطيبِ فاحَت ....... ويَفرَحُ حينَ يَلمِسُها الخِضابُ
وما أعلَنتُ عن حُبي بديلاً ........ وما كان الهوى هَدفاً يُعابُ
هَوَت قَبَساً جَنى فاختَطَّ سهماً ..... من الأشواق يُخفيهِ الضّبابُ
سألتُ لها السّلامةَ حينَ أدعو .......دعاءُ الخَير دوماً يستجاب
وما خبر الدعاء سليلُ ريبٍ --.....- ولا سَكَنَتْ نفوسٌ لا تهاب
---------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات/أبو بكر/فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق