الخميس، 23 فبراير 2017

( أُمِّي ) ،،الشاعر ابو حليم الحكمي

@ ( أُمِّي ) @
.............................

كُلُّ أُمٍّ تَموتُ وَتختَفي إلّا أُمِّي
فَكُلُّ اﻷُمّهَاتِ ...... لَسْنَ كَأُمِّي

أُمِّي صَلاةٌ وابتهَالٌ ودَعوَةٌ
وَإنجِيْلُ عِيسَى في عَيونِ أمِّي

وَسَفينةُ الجُودِيِّ إذْ نُوحٌ بِها
مِنْ كُلِّ زَوجَينٍ .. رَسَتْ باليَمِّ

وحَنانُ يَحيَى من لَدُنَّا رَأفةً
وَزكَاةُ سُنبُلةٍ نَمَتْ في فَمِّي

وَطَهارةُ العَذرَاءِ في مِحرَابهَا
تَدعُو اﻹلَهَ .... وَترتَجيهِ بهَمِّ

لَمْ تَدعِهِ رِزقَاً .. فَكلُّ طَعامِهَا
يَأتي لهَا غَدْقاً .. شَهيَ الطَعْمِ

هيَ كلُّ خَطْوَاتِ العَظيمَةِ هَاجَرٍ
مَا بينَ مَرْوةَ والصَّفاءِ ..... فَزَمِّ

هيَ صَرخةُ الطفلِ الذَّبيحِ وأُمِّهِ
هيَ ذلكَ الوَادِ المُقَدّسِ .... أُمّي

هيَ صَبرُ أيّوبٍ .. ورَحمةُ رَحمةٍ
وجَمالُ يُوسُفَ في مَلامحِ أمّي

أمّي المَرؤةُ في عَيونِ تَماضُرٍ
في عَينِ صَخْرٍ في وَفاءِ السَمِّ

هيَ نورُ مِشكاةِ السَّماءِ وكَوكَبٌ
دُرِّيُّ ........ يَمحُو غَيهَباتِ الغَمِّ

وَقَنوتُ لَيلٍ صَامتٍ ... وَ تَهَجُّدٍ
يَسري مَع الوَحْي الطَّهُورِ فَسَمّي

وَدُعاءُ صَدِّيقٍ وَسَجْدةُ عَابدٍ
وَيَدٌ مُبارَكةٌ ..... بخَيرٍ تَرْمِي

كُلُّ العَدالةِ بينَ كَفَّيهَا انحَنَتْ
وَتَكُفُّ كَفّتُها .. كَفيفَ الظُّلمِ

أمِّي وحَبْلُ السِرِّ مِنْ أَسرَارِهَا
حُبٌّ يَصبَّ بحُبِّها في ... دَمِّي

تَبكِي الأجِنَّ عَلى يَدَيهَا بَشَاشَةً
والسِّدْرُ بَلْسَمَةُ المَشِيمِ .. فَحَمِّ

دَمُ فَلْذةُ اﻷكبَادِ من أحشَائهَا
وأَذَانُ أنسِجةِ الأَذَانِ الصُمِّ

أُمّي جنَاحٌ للوقَار ....... سَكِينةٌ
فاخفِضْ جَناحَ الذُلِّ .. يا مُتَذَمّي

هيَ حَقلُ تُوتٍ زَاهرٍ في طفلةٍ
لمَّتْ نَداً .. يا سَلَّةَ التُّوتِ .. لُمِّ

هيَ وردةٌ بيضاء تهفو طلَّةً
قد داعَبتْ ريحَ الصِّبَا باللثْمِ

يا عِطرةً من كلِّ عُشبٍ تلتَقي
في مَفرقٍ بين الخمائلِ شُمّ

أمّي لقاءُ الحُبِّ في أشواقهِ
في ضَمَّة الصَدر الكَبير فَضُمّي

هيَ ذلكَ القلبُ الجَميلُ ولَوعَةٌ
بينَ الكَرامَة في النَّوَى واللَّمِّ

أمِّي شَهاداتٌ .... وَمولِدُ أُمَّةٍ
تَحريرُ شَعبٍ من قيودِ الظّلمِ

تاريخُ نجمٍ في الزمَانِ ولَوحَةٌ
كالشمسِ تُرسَمُ في الفَلا واليَمِّ

أمَّي السَّلامُ سَلامُ ربٍّ باسمٍ
فسَلامُ ربَّ العَالمينَ .. لأمّي

فلتَحتُ كعبيكِ الشَّريفَةِ .. جَنَّةٌ
من كُلِّ شيئٍ قد حَوتْ بالجَمِّ

فاحفَظها يارَحمنُ أقدَاماً سَعَتْ
مِن مُقلةٍ تخشَى اﻹلهَ و تُدمِي

واجعلها ذُخراً في الحَيَاة و مِشعَلاً
وهّاجَ يَملأُني ........ وَ يُبعدُ هَمّي

واكفلَهَا يشهدُ في كَفالتهَا مَعاً
رُوحُ اﻷمِينِ .. معَ النبيِّ اﻷُمّي

...........................
أبو حليم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق