الاثنين، 27 فبراير 2017

--- فاتِنَةُ الروض،،الشاعر الكبير عبد العزيز بشارات

--- فاتِنَةُ الروض .---------------------------
يا ظبيةَ الروضِ هاتي الرّسمَ عُنوانا...فالرّسم باتَ على الأشواقِ بُرهانا
أرى بِبوحِك نَبضَ الحُزنِ فاتِنَتي..........ومن عُيونك نورُ البَدر قد بانا
يا ربِّة الحُسن ما هذا الجمالُ لقد .......علّقتِ فوقَ جبين الشَّمس تيجانا
ماذا أقول لها لمّا دَنَتْ سَحَراً ........فاضَت عبيراً جَرى نَبضاً و شِريانا
ناديتُ روحي أَفيقي ما أرى أحداً .........إلا ورقَّ لها في الحبِّ إذعانا
لمّا تهادَت رأيتُ النجمَ يحرسُها ............وهالةُ البدر حولَ الجيدِ ألوانا
والنرجس الغضُّ في العينينٍ ذو ألقٍ .......والوردُ نسّمَ لمّا طابَ نشوانا
أرخَت جدائِلها في الليل ماشِطةً .......فبان نورُ الضيا في الوجه ريَانا
فاستعبَرَت وَلَهاً عيني فقلتُ لها ............ شَنّفتِ في نغَمِ الألحان آذانا
لكنَّها أطرقت حين انثنَت خجلاً ......فبتُّ من لوعَتي في النُّطق حَيرانا
تُهامِسُ اللّيل إذ تَشدو بقافيةٍ ............من أروَعِ الشعرِ ألحاناً وأوزانا
يا مُنية الروح لا تحزَن فتُحزِنُني .......أرى الدموعَ معَ الأشواق خِلّانا
لمّا رأتني وقد بادلتُها خَجلاً............ صرنا نؤَشّرُ عندَ القول خُرسانا
قالت تدلل فهذا الشوقُ يُسعدني .........إنِّي ببَحر الهوى قد بتُّ سكرانا
مَدّت اليَّ بنان الكفّ في لهفٍ .............لتستحثَّ عطاءَ القلبِ إحسانا
وأسعَفَت لهفَتي لمّا وثِقتُ بِها ...............وما وثقتُ بها زوراً وبهتانا
كأنّها شعلةٌ كالنار محرقةٌ ..............ومن ضفاف الهُدى ترتادُ إيماناً
بالنور مشرقةٌ بالوجد نابضةٌ ...................للعلم حافظةٌ ديناً وقرآنا
ترددُ الشِّعر ما أحلاه إذ صَدحَت .............وتُتبعُ القولَ بالأوزان تِبيانا
ولا تهيمُ بوديان الهَوى أسَفاً .................ولا تطارحُ بالأشعارِ غِلمانا
ولا تُساجِلُ أنداداً فتَهزمُهُم ...............ولا تُهادي فصيحَ القولِ عُميانا
ترتّب الحرفَ قبل النُّطق إن صَدَحت ...ولا تقايض نبض الشعر أثمانا
بالطٌهر حجَّبها ربّي وزَيّنها ................ما كان منها بآياتٍ التُّقى كانا
---------------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر /فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق