الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

سايس حصانك/ الجزء الأول والجزء الثاني،،،،،،فريزة سلمان

سايس حصانك/ الجزء الأول والجزء الثاني،،،،،،فريزة سلمان


سايس حصانك/ جزء أول
هي الفوضى حقاً،من يصنع من؟أيمكن أن نوشّي أقدارنا بياض الورق؟
أيمكن أن نلبسها ثياب الواقع؟ نعيشها أم تعيشنا؟
أم يتواطئ الواقع معها ونغدو نحن كائنات حبرية.
بدءاً.
تتقافز الكلمات لتسبق إحداها الأخرى لتفوز بوصفه.
هو رجل الأحلام طبعاً،وهي أنثى الواقع أبداً.
لكنه الأسمر ذاك الذي طالما داعب مخيلتها
راجلاً أتاها ،بعد رحيل زمن الفرسان والأحلام الوردية.
أنيق،طويل، لصوته عزف فؤادها،كأنها من زمن آخر تعرفه.
هو الذي عرّاها من مفرداتها. أشعل فيها شمعته وتركها بكماء.
أسوء قدر أن يخلع عن قلبك ثوب زفافه، ويوسمه بالأسىود والحنةمازالت على أصابعه
أسوء قدر أن يسرق منك سعادة وأنت لم تأمن غدره بعد.
كنت على قناعة أن ضحكتي مفخخة. وأحلامي مفخخة والفرح لايليق بي.
هكذا ببساطةصبحٍ سرق مني ،تعطل الوقت غداة
تنكر القدر لي .
صباح خريف واربني الفرح وخرج ،أنا التي أطلت المكوث على بابه.
لو أدري تمسكت بأردان ثوبه،ورجوته البقاء.
مرت سنوات وأنا واقفة عند ذاك الصباح وطعمة مرار لايفارق حلقي.
للذاكرة آلة تصوير .تحبس اللحظة تأسرها ،تفرج عنها لتجتّر آلامها أو فرحها ،ثم تعيد سجنها.
أنا امرأة الخوف حتماً
ومن لايخاف الحيطان وآذانها ،عندما تحولت المدن كلها آذان.
أنا امرأة الخوف عندما لاتجد من يشرعن السؤال؟
وهو رجل الجسارة طبعاً يدّور الكلام في بطن الظلمة ،ليلد نور،
هكذا غناه الشيخ إمام.لكنه لم يولد.إنما وئد .
أسبق لك أن تسربت مع الدمع وتلاشيت؟
أسبق أن اختزلك الحزن أيقونة؟
اكسري المرآة وكفى ألماً .
هكذا قررت امرأة المرآة،أمام انهيار صورتها
سايس حصانك ٢/٢
" لاجدوى .من يملك الدفةيتحكم بالقارب هذه حقيقة طبعاً.
لم تكونوا سوى زوبعة في فنجان،طلسم،أحجية،فُكت شفرتها بأيدي خبيرة."
هي تكلم طيفه المنهك.تسترجع لحظات هاربة من الإعتقال.
بين ذاكرتين تعيش ،وتقتات على بعض جمل وأحلام خائفة.
" تشقشق الذكرى لوحة سريالية لعاشقين على طريق.
الفصل صيفاً،الوقت ظهراً،وحرارة آب اللاهبة لا تظهر عليهم .
فعلامات الفرح تطغى على اللوحةوهما يركضان على الطريق متعانقي الأيدي .
تصدح حنجرتهما لحناً لشيخهم الجليل الأعمى." أحلم بيومنا وإنت إيدك بيدي،أحلم وحلمي أد ماإنت تريدي."
كان حلمها بيت صغير وقلبٌ محب لا أكثر .في زمن بَطُلَ الحلم فيه وأصبح ترفاً.
" هو مكانه عالي الأسوار محصن وروحه مازالت محلقة ،وهي عصفور طليق وروح مسجونة به.
تسرب إليها ذات غفلة برائحة تبغه،الوقت صباحاً وهي جالسة تحتسي قهرها المعتاد.
انتفضت كممسوسة وصرخت هو ؟.أين؟ .متى جاء؟!
أسئلة فاجأت والدتها التي ضمتها إلى صدرها وغابت في موجة بكاء.والكثير من الأدعية لله و للأولياء الصالحين لحفظ عقلها.لكنها أصرت أنها رائحته ،هو الذي لم تره منذ سنوات ولم تسمع خبر عنه،مذ دخل نفق الغياب ."
التخاطر كان صفة مميزة بينهما وهاته كانت منه الإشارة.

" أمام الشبك الحديدي وبعد إجراءات معقدة رأته ،آه كم تغير.هزيل شاحب كمن خرج من قبر.
" ياااالله اعطني الصبر لا أريد أن أبكي" كلمت نفسها
ماذا ستقول له؟ وماذا سيقول لها ؟تلعثمت الكلمات على شفاههم بعد طول الغياب وهربت أمام نظر المراقب الذي يتابع كل همسة.حتى ملامسة رؤوس أصابعهم لبعضها أضحت باردة.
تواطأت النظرات بينهما، هو" أريد قبلة عابرة للأسلاك" بثقة حاول فك الجليد.
هي رغم قصر قامتها حاولت جاهدة الوصول لشفتيه
بقبلة أخذ نصفها الشبك لكنها وصلت حارة، لتبثّ به بعض قوة من جلّ حبْ .
قبلة تتحدى الأسوار وحب مقاوم للظروف.و مراقب شاب حرك الموقف به بعض شبق.
ضحكا والأنامل تحاول أن تضم بعضها ، وتسرق لحظات فرح عابر . بينما كلمات المراقب كالسيف تقطع حبال الوصل .
"خلصت الزيارة ."
نضحك على الزمن أم يضحك علينا .قالت الذاكرة
لكننا كُتبنا على كف القدر كعاشقين تحدياه والآن يتوسدان سواعد بعضهما ويغطان في نوم ،
يتخلله هذيان وألم لجلسات تعذيب لن تمحى ، مازالت آثارها على جسده ختماً يؤرخ حقبة مؤلمة.
هو رجل المواقف طبعاً وهي أنثى الوفاء حتماً.
تمت.

بقلمي فريزة سلمان
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق